ولد الموسيقار قدور الصرارفي بتونس العاصمة سنة 1913 وتوفي بها سنة 1977. نشأ قدور الصرارفي في عائلة شغوفة بالموسيقى فقد كان شقيقه الكبير محمد الصرارفي قائد فرقة نحاسية للجمعية الإسلامية، وشقيقه الطاهر عازف كمنجة وعود وبيانو.
كذلك كان يحسن العزف على آلة المندولينا ويحفظ المالوف والموشحات، ومن هنا بدأ قدور الصرارفي في حفظ التراث الموسيقي الأندلسي، كما كان منذ صغره يحاول العزف على آلة البيانو دون علم أفراد العائلة إلى أن أجاد العزف على هذه الآلة.
وبعد فترة قصيرة صار عازفا جيدا على عدة الات موسيقية أخرى كالعود والرباب والكمنجة...
لم يكتف قدور الصرارفي بذلك، بل التحق بالدروس الموسيقية التي كان يلقيها الشيخ على درويش الحلبي بمدرسة العطارين، فتعلم أصول الموسيقى والموشحات والشارف والسماعيات...
وعندما غادر الشيخ علي درويش تونس، التحق قدور الصرارفي بتربص يشرف عليه عازف الكمنجة الإيطالي رافاييل سترينو، فتعلم عنه أصول العزف الغربي على آلة الكمنجة والإملاء الموسيقية...
عمل قدور الصرارفي مع عدة فرق موسيقية منها فرقة شافية رشدي وفرقة فتحية خيري والرشيدية وفرقة علي الرياحي وفرقة شباب الفن (1942) وأسس عام 1949 فرقة الخضراء.
أنتج الراحل ما يقارب 250 لحنا من أغان وموسيقى آلية وأوبيرات، كما تعامل مع عدة فنانين من تونس والجزائر وليبيا.
من أعماله أوبيرات «ثورة تونس» و«بين التلال» و«المروج» وسمفونيات «ليالي إشبيليا» و«ليالي الأندلس» و«خيالات».
ترك قدور الصرارفي بصمات واضحة في الرصيد الموسيقي التونسي بأعماله الفنية على غرار أغنية «ساق نجعك» لصليحة و«قلبي اللي هجرتو» لعلية و«قولولها يا ناس» للمطربة عائشة و«يا راحلة» لمصطفى زغندة..
لم يقتصر نشاط الفنان على العزف والتلحين بل كان أيضا من المؤسسين، فقد كان أول من أسس مدرسة حرة لتعليم الموسيقى بتونس عام 1949، وتولى فيها التدريس.
كما درّس الموسيقى بالجزائر عام 1952 وفي ليبيا عام 1960، ودرّس بالمعهد الرشيدي والمعهد القومي للموسيقى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اضف تعليقك.. واترك بصمتك