قالها الزعيم الحبيب بورقيبة بغنته المعهودة في نطقه للغة الفرنسية والمضمخة بوقار كبر سنه في تعليقه على نسبة النجاح الضعيفة جدا في امتحان شهادة الباكالوريا لسنة 1986 عندما فاجأ المؤتمرين وبارونات الحزب الاشتراكي الدستوري بحضور الجلسة المسائية في اليوم الختامي للمؤتمر يوم 21 جوان 1986 ليعلن ان نتائج امتحانات الباكالوريا لدورة جوان 1986 كانت 13٪. وكان قصد الزعيم ان 87٪ التي لم تنجح تمثل كمية كبيرة من «الفواضل» التلمذية لا يمكن ان تمر مرور الكرام ويجب ايجاد حل عندما سحب من جيبه ورقة صغيرة بها أسماء معلنا عن تأسيس «بلدية» تربوية في شكل لجنة مهمتها اصلاح التعليم حتى لا تتكدس هذه «الفواضل». هذه اللجنة متكونة من السادة الوزراء انذاك: رشيد صفر والاستاذ عمر الشاذلي وابنه البار في ذلك الوقت ومثلما نعته الزعيم في احدى خطبه زين العابدين بن علي في اقصاء أدهش الاعداء قبل الاصدقاء للوزير الاول آنذاك والأمين العام للحزب الاشتراكي الدستوري المرحوم محمد مزالي الذي خصه في الخطاب الافتتاحي بثقته «حاضرا ومستقبلا» (والتعبير للزعيم بورقيبة في خطابه الافتتاحي للمؤتمر) مما حدا ببعض الاقلام الصحفية اليومية بالدعوة الى إلقاء كل من كان في يده حجر في استعارة رمزية للسهام التي كانت تتهاطل على المرحوم محمد المزالي خاصة ان حرب الخلافة للزعيم في حمى وطيسها مستعملة جميع الاسلحة الفتاكة والمحرمة سياسيا. الا ما كان يدخل في خانة الصلاحيات الدستورية للزعيم بورقيبة والمتمثلة في ما عرف بمسلسل الاثنين الذي كان ينتظره التونسيون في الساعة الواحدة بعد الزوال لسماع نشرة أخبار الظهر واعلان التحوير الوزاري الذي بدأه الزعيم في مسعى حثيث وبخطى ثابتة لتقليم أجنحة الوزير الاول آنذاك محمد مزالي وذلك بإقالة جميع الرموز المحسوبة عليه التي بلغت أوج حلقات بإقالة وزير الثقافة آنذاك الاستاذ البشير بن سلامة.في هذا السياق خرج علينا السيد محمد الصياح أوفى أوفياء بورقيبة ومدير الحزب القوي والوزير المدلل لبورقيبة ومؤرخ الحركة الوطنية في وقت استسهل فيه الجميع كتابة التاريخ وخاصة تاريخ الحركة الوطنية بالمقاييس البورقيبية في الذكرى الحادية عشر لوفاة الزعيم الرمز (وليس الاسطورة)الحبيب بورقيبة عبر جريدة الشروق في الملحق الخاص الصادر بالمناسبة يوم الاربعاء 06 أفريل 2011 ليعدد او بالاحرى ليذكرنا بإنجازات الزعيم التي لا تحصى ولا تعد في تأليه صارخ لزعيم رمز لا ينكر اي تونسي بصماته في طبع الشخصية التونسية الحديثة مركزا في اجابته عن السؤال الثالث في الصحفة 7 حيث ذكر فيه أن حرص الزعيم «.... حرص على المحافظة على مستوى التعليم ومكانة الشهادة التونسية فرفض في جوان 1986 قبول التلاميذ في الباكالوريا من الذين لم يحصلوا على معدل بعدما بلغه نجاح 13% فحسب في امتحان شهادة الباكالوريا...»
كنت أتمنى على مؤرخ الحركة الوطنية للبلاط البورقيبي أن أعول عليه في سرد الأحداث بأمانة تاريخية آخذا بالأسباب والمسببات التي أدت الى نجاح هذه النسبة الضعيفة للمترشحين لأن الدخول في تفاصيل فنية للنسب المائوية لا يليق بالمناسبة ولا أن نحشر فيها زعيم ذا نظرة استراتيجية وخلاقة، ولا أدري لماذا أصر السيد محمد الصياح على تخصيص وتحديد ونبش لذاكرة دورة باكالوريا بعينها (لماذا لم يذكر أن دورة 1979 وقعت اعادتها برمتها) لم تكن بكل المقاييس عادلة في نجاح المترشحين اليها في هذا الظرف بالذات خاصة وأن الامتحانات الوطنية على الأبواب في سنة استثنائية تميزت بإدخال بعض التحويرات على البرامج السنوية مما يجعل البعض ينصبون أنفسهم مدافعين عن مستوى التعليم من خلال شهادة الباكالوريا.
لقد كنت في تلك السنة من نسبة 87% التي خصها الزعيم بصفة «الفواضل» ، قلت كنت من الفواضل ولكن في الحقيقة كنت ضحية مثل الكثيرين من أمثالي وفي جميع الشعب (كانت ثلاثة شعب فقط رياضيات علوم، رياضيات تقنية، آداب) الذين تفاجأوا بعدم نجاحهم رغم النتائج الممتازة التي حققوها طيلة السنة الدراسية آنذاك والبعض منهم كان الأول في قسمه وذلك للأسباب التالية:
1) تعيين الوزير آنذاك ورمز الفساد والقابع خلف القضبان حاليا عبد العزيز بن ضياء يوم 05 ماي 1986 وزيرا للتربية القومية وأترك لكم أيها القراء الاعزاء تخيل ما نتج عن هذا التعيين من اجراءات هدفها الظاهري المحافظة على مستوى شهادة الباكالوريا وباطنها بان وظهر الآن على اعتبار ان المدعو عبد العزيز بن ضياء له سوابق من هذا القبيل في تحطيم أمال وأحلام الطلبة بعمليات تطهيرية وتطريدية عندما كان في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وملاحق أدهى وأتعس في التصرفات والقرارات التي اتخذها من خلال المناصب التي تقلدها في عهد الجنرال المنهزم والفار، المدعو عبد العزيز بن ضياء اتخذ في تلك الفترة اجراءات استثنائية في اصلاح امتحانات الباكالوريا واجراءات في الاسعاف بالمراقبة (وليس بالنجاح) جد مجحفة وذلك مباشرة قبل بداية اصلاح امتحانات الباكالوريا.
وجاءت النتائج تعكس من كان وراءها ولا تعكس المستوى التعليمي للمترشحين باعتبار كثرة السلسلات المرفوضة بالنجاح والكثير من المتميزين انذاك لم ينجحوا. وإذا كانت النتائج تعكس فعلا مستوى المترشحين انذاك فلماذا اتخذ القرار بإجراء دورة استثنائية في سبتمبر 1986؟
2) هذه الإجراءات المذكورة سابقا زادتها صعوبة الامتحانات (وهنا أتكلم عن شعبة الرياضيات والعلوم تحديدا وقبل تقسيمها إلى شعبتين) باعتبار وجود «سؤال فخ» أو «سؤال مفتاح» في المادتين الأساسيتين بحيث لا يمكن حل مشكل الرياضيات ما لم تجد حلا للسؤال الأول ونفس الشيء بالنسبة إلى مادة الفيزياء وهما المادتان الأساسيتان في هذه الشعبة. على أن ما سميت بأسئلة الفخ أو «أسئلة المفتاح» لم يعد لها حاليا مكان في الامتحانات.
3) وتأكيدا لهذا فإن التصريح بالنتائج كان ولأول مرة على الساعة التاسعة ليلا بعدما كان مقررا على الساعة الخامسة مساء لتكثر بذلك الإشاعات والقيل والقال وفي غياب وسائل الاتصال في تلك الفترة.
وهو ما أدخل الخوف والهلع والقلق في نفوس المترشحين والأولياء ليقع التصريح بالنتائج على الساعة التاسعة ليلا وبتلك النسبة الكارثية التي أرادها المسؤولون السياسيون انذاك جزءا من حرب الخلافة المحمومة والمسعورة بين مراكز القوى التي تريد تثبيت مواقعها في نظام بورقيبي بدأت شمسه في الغروب وترابط إعلان النتائج انذاك بأشغال مؤتمر «الصمود» للحزب الاشتراكي الدستوري مع ضرورة الضغط على عدد الطلبة المتجهين إلى مدارج الجامعة باعتبارها محرار التحركات النضالية ضد الدكتاتورية المسنة للزعيم الحبيب بورقيبة في مسعى تخريبي ممنهج لضرب وقتل طموح وأحلام وآمال شباب متوقد ينتظر بفارغ الصبر فرصة دخوله إلى الجامعة التونسية.
لهذا فإن السيد محمد الصياح رمى وبعد ربع قرن تلاميذ تلك الفترة بضعف المستوى، وباعتبارهم «فواضل» مثلما نعتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فإن رميهم في مصب الفشل وضعف المستوى هو أسهل لمن كان يؤرخ تاريخ الحركة الوطنية حسب ما تقتضيه شروط البلاط البورقيبي في مسعى مبالغ فيه لإحياء وتلميع فترة من تاريخ تونس السياسي، لا يتّسع منطق العصر الحالي لعودتها، مازلنا نتذكرها بأبطالها وشخوصها وكأنها وقعت بالأمس، كان أحرى بالسيد محمد الصياح في سياق دفاعه عن بورقيبة أن يتكلم عن الأسباب الحقيقية التي جعلت وزير التربية في تلك الفترة يتخذ تلك الإجراءات التعسفية والظالمة في مقاييس إصلاح الباكالوريا خاصة أن السيد محمد الصياح ألغى كل هذه الإجراءات في دورة جوان 1987 عندما عينه الزعيم الراحل وزير دولة مكلفا بالتربية.
كما أن المدعو عبد العزيز بن ضياء ما دخل وزارة إلا وداخلها الغموض بسن قوانين واتخاذ إجراءات لا يفهمها إلا هو ولا يعرف تأثيراتها إلا هو بدءا بقرار عدم التثليث في النجاح بالجامعة مرورا إلى باكالوريا 1986 التي دافع فيها السيد محمد الصياح وبصفة غير مباشرة عنه ملقيا المسؤولية على المترشحين ونعتهم بضعف المستوى. مرورا الى وزارة الشؤون الاجتماعية فالدفاع في عهد الجنرال الهارب واستنباط طريقة التعيينات الفردية وانعكاساتها المالية الرهيبة وصولا الى الأمانة العامة للتجمع الدستوري الديمقراطي وما وصل اليه هذا الحزب من خسة وبشاعة وقرف منه وتكلس واهتراء نتيجة لتنظيرات واستراتيجية هذا الأمين العام الذي بالمناسبة اشهد انه عرف كيف يتمركز ويتموقع ويستمر في منصبه من وزارة الى وزارة من سنة 1977 الى سنة 2011 دون انقطاع او كلل او ملل او تعب او تأفف في إيداع نادر ولكنه متخلف للطريقة المثلى للتربع على المسؤولية.
ولكن مهما طال الزمن فإن للشعب أبدا أحكامه. وحتى لا تتكرر باكالوريا 1986 واحتفالا بالذكرى الخامسة والعشرين لدفنها، لا أطلب من السيد محمد الصياح ذو التقاليد في كتابة التاريخ على المزاج في العهد البورقيبي الذي اتسم بالقائد الأوحد والحزب الواحد والمؤرخ الواحد الا ان أقول له ان للتاريخ ذاكرته وانه لن يحتكر بعد اليوم التحرير الحصري للتاريخ في المسار التأسيسي لثقافة التعددية وحق الاختلاف وتحمل الحوار.
كنت أتمنى على مؤرخ الحركة الوطنية للبلاط البورقيبي أن أعول عليه في سرد الأحداث بأمانة تاريخية آخذا بالأسباب والمسببات التي أدت الى نجاح هذه النسبة الضعيفة للمترشحين لأن الدخول في تفاصيل فنية للنسب المائوية لا يليق بالمناسبة ولا أن نحشر فيها زعيم ذا نظرة استراتيجية وخلاقة، ولا أدري لماذا أصر السيد محمد الصياح على تخصيص وتحديد ونبش لذاكرة دورة باكالوريا بعينها (لماذا لم يذكر أن دورة 1979 وقعت اعادتها برمتها) لم تكن بكل المقاييس عادلة في نجاح المترشحين اليها في هذا الظرف بالذات خاصة وأن الامتحانات الوطنية على الأبواب في سنة استثنائية تميزت بإدخال بعض التحويرات على البرامج السنوية مما يجعل البعض ينصبون أنفسهم مدافعين عن مستوى التعليم من خلال شهادة الباكالوريا.
لقد كنت في تلك السنة من نسبة 87% التي خصها الزعيم بصفة «الفواضل» ، قلت كنت من الفواضل ولكن في الحقيقة كنت ضحية مثل الكثيرين من أمثالي وفي جميع الشعب (كانت ثلاثة شعب فقط رياضيات علوم، رياضيات تقنية، آداب) الذين تفاجأوا بعدم نجاحهم رغم النتائج الممتازة التي حققوها طيلة السنة الدراسية آنذاك والبعض منهم كان الأول في قسمه وذلك للأسباب التالية:
1) تعيين الوزير آنذاك ورمز الفساد والقابع خلف القضبان حاليا عبد العزيز بن ضياء يوم 05 ماي 1986 وزيرا للتربية القومية وأترك لكم أيها القراء الاعزاء تخيل ما نتج عن هذا التعيين من اجراءات هدفها الظاهري المحافظة على مستوى شهادة الباكالوريا وباطنها بان وظهر الآن على اعتبار ان المدعو عبد العزيز بن ضياء له سوابق من هذا القبيل في تحطيم أمال وأحلام الطلبة بعمليات تطهيرية وتطريدية عندما كان في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وملاحق أدهى وأتعس في التصرفات والقرارات التي اتخذها من خلال المناصب التي تقلدها في عهد الجنرال المنهزم والفار، المدعو عبد العزيز بن ضياء اتخذ في تلك الفترة اجراءات استثنائية في اصلاح امتحانات الباكالوريا واجراءات في الاسعاف بالمراقبة (وليس بالنجاح) جد مجحفة وذلك مباشرة قبل بداية اصلاح امتحانات الباكالوريا.
وجاءت النتائج تعكس من كان وراءها ولا تعكس المستوى التعليمي للمترشحين باعتبار كثرة السلسلات المرفوضة بالنجاح والكثير من المتميزين انذاك لم ينجحوا. وإذا كانت النتائج تعكس فعلا مستوى المترشحين انذاك فلماذا اتخذ القرار بإجراء دورة استثنائية في سبتمبر 1986؟
2) هذه الإجراءات المذكورة سابقا زادتها صعوبة الامتحانات (وهنا أتكلم عن شعبة الرياضيات والعلوم تحديدا وقبل تقسيمها إلى شعبتين) باعتبار وجود «سؤال فخ» أو «سؤال مفتاح» في المادتين الأساسيتين بحيث لا يمكن حل مشكل الرياضيات ما لم تجد حلا للسؤال الأول ونفس الشيء بالنسبة إلى مادة الفيزياء وهما المادتان الأساسيتان في هذه الشعبة. على أن ما سميت بأسئلة الفخ أو «أسئلة المفتاح» لم يعد لها حاليا مكان في الامتحانات.
3) وتأكيدا لهذا فإن التصريح بالنتائج كان ولأول مرة على الساعة التاسعة ليلا بعدما كان مقررا على الساعة الخامسة مساء لتكثر بذلك الإشاعات والقيل والقال وفي غياب وسائل الاتصال في تلك الفترة.
وهو ما أدخل الخوف والهلع والقلق في نفوس المترشحين والأولياء ليقع التصريح بالنتائج على الساعة التاسعة ليلا وبتلك النسبة الكارثية التي أرادها المسؤولون السياسيون انذاك جزءا من حرب الخلافة المحمومة والمسعورة بين مراكز القوى التي تريد تثبيت مواقعها في نظام بورقيبي بدأت شمسه في الغروب وترابط إعلان النتائج انذاك بأشغال مؤتمر «الصمود» للحزب الاشتراكي الدستوري مع ضرورة الضغط على عدد الطلبة المتجهين إلى مدارج الجامعة باعتبارها محرار التحركات النضالية ضد الدكتاتورية المسنة للزعيم الحبيب بورقيبة في مسعى تخريبي ممنهج لضرب وقتل طموح وأحلام وآمال شباب متوقد ينتظر بفارغ الصبر فرصة دخوله إلى الجامعة التونسية.
لهذا فإن السيد محمد الصياح رمى وبعد ربع قرن تلاميذ تلك الفترة بضعف المستوى، وباعتبارهم «فواضل» مثلما نعتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فإن رميهم في مصب الفشل وضعف المستوى هو أسهل لمن كان يؤرخ تاريخ الحركة الوطنية حسب ما تقتضيه شروط البلاط البورقيبي في مسعى مبالغ فيه لإحياء وتلميع فترة من تاريخ تونس السياسي، لا يتّسع منطق العصر الحالي لعودتها، مازلنا نتذكرها بأبطالها وشخوصها وكأنها وقعت بالأمس، كان أحرى بالسيد محمد الصياح في سياق دفاعه عن بورقيبة أن يتكلم عن الأسباب الحقيقية التي جعلت وزير التربية في تلك الفترة يتخذ تلك الإجراءات التعسفية والظالمة في مقاييس إصلاح الباكالوريا خاصة أن السيد محمد الصياح ألغى كل هذه الإجراءات في دورة جوان 1987 عندما عينه الزعيم الراحل وزير دولة مكلفا بالتربية.
كما أن المدعو عبد العزيز بن ضياء ما دخل وزارة إلا وداخلها الغموض بسن قوانين واتخاذ إجراءات لا يفهمها إلا هو ولا يعرف تأثيراتها إلا هو بدءا بقرار عدم التثليث في النجاح بالجامعة مرورا إلى باكالوريا 1986 التي دافع فيها السيد محمد الصياح وبصفة غير مباشرة عنه ملقيا المسؤولية على المترشحين ونعتهم بضعف المستوى. مرورا الى وزارة الشؤون الاجتماعية فالدفاع في عهد الجنرال الهارب واستنباط طريقة التعيينات الفردية وانعكاساتها المالية الرهيبة وصولا الى الأمانة العامة للتجمع الدستوري الديمقراطي وما وصل اليه هذا الحزب من خسة وبشاعة وقرف منه وتكلس واهتراء نتيجة لتنظيرات واستراتيجية هذا الأمين العام الذي بالمناسبة اشهد انه عرف كيف يتمركز ويتموقع ويستمر في منصبه من وزارة الى وزارة من سنة 1977 الى سنة 2011 دون انقطاع او كلل او ملل او تعب او تأفف في إيداع نادر ولكنه متخلف للطريقة المثلى للتربع على المسؤولية.
ولكن مهما طال الزمن فإن للشعب أبدا أحكامه. وحتى لا تتكرر باكالوريا 1986 واحتفالا بالذكرى الخامسة والعشرين لدفنها، لا أطلب من السيد محمد الصياح ذو التقاليد في كتابة التاريخ على المزاج في العهد البورقيبي الذي اتسم بالقائد الأوحد والحزب الواحد والمؤرخ الواحد الا ان أقول له ان للتاريخ ذاكرته وانه لن يحتكر بعد اليوم التحرير الحصري للتاريخ في المسار التأسيسي لثقافة التعددية وحق الاختلاف وتحمل الحوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اضف تعليقك.. واترك بصمتك