هي التونسية هند صبري التي استطاعت أن تثبت أقدامها في السينما المصرية، والدراما التلفزيونية بعملها الأول «بعد الفراق»، الذي قدمته منذ عامين والذي لاقى حينها نجاحا كبيرا. «عايزه اتجوز» هو العمل الدرامي الرمضاني الثاني لها.. وهي لا تعتبره مسلسلا دراميا ولا «ست كوم»، إنما في منطقة وسطية بين الاثنين، وقد أبدت سعادتها بردود الفعل. بدأت فكرة المسلسل من خلال مدونة على الإنترنت قرأتها فأعجبت بها وتحدثت مع الكتابة غادة عبد العال وطلبت منها تحويلها إلى عمل درامي.
واعتبرت صبري أن مسلسلها «عايزه اتجوز» من أجمل ما قدمت للشاشة الصغيرة وأضافت: «أنا أعتبره ابني»، وكان لـ«الشرق الأوسط» هذا اللقاء مع هند صبري في القاهرة لتكمل حديثها عن المسلسل وكواليسه وهذا نص الحوار..
* ما ردود الفعل على مسلسل «عايزه اتجوز» بعد عرضه خلال شهر رمضان الكريم؟
- رد الفعل كان رائعا جدا ولم أكن أتوقعه قط، كنت قلقه للغاية فلأول مرة أقوم ببطولة مسلسل كوميدي فالمشاهد ذكي ويجيد الحكم على الأعمال بخاصة الشعب المصري الذي يجيد الفكاهة.. وما جعلني أشعر بالاطمئنان من ناحية المسلسل أن? الكل كان يعمل بحب، ? وأعتقد أن مستوى المسلسلات بصفة عامة كان مرتفعا هذا العام، فهناك مسلسلات ثقيلة جدا.
* ولماذا القلق من الكوميديا.. أنت قدمت من قبل فيلم «أحلى الأوقات» وحقق نجاحا؟
- «يسرية» التي لعبت شخصيتها في فيلم «أحلى الأوقات» كانت تقدم كوميديا «الإفيهات»، أما مسلسل «عايزه اتجوز» هو عمل كوميدي بحت ودوري فيه مستمر طوال المسلسل. وأنا أظهر في المسلسل في 99% من مشاهد العمل وكان يجب أن أظهر بشكل كوميدي كما أن العمل يعتمد على كوميديا الموقف التي أجادت كتابتها غادة عبد العال وقدمتها بشكل يليق بالمجتمعات العربية.
* وجودك في 99% من مشاهد المسلسل من الممكن أن يصيب المشاهد بحالة من الملل؟
- ظهوري طوال الوقت كان رؤية غادة عبد العال كاتبة المسلسل، وخاصة أن العمل يدور حول «علا عبد الصبور» والحكاية حكاية بنت تبحث عن عريس ولذلك كانت الكاميرا تطاردها طوال الوقت ولكن خفة ظل علا عبد الصبور كانت طوق النجاة من الملل.. و«عايزه اتجوز» دار حول الضغط الأسري على البنات للزواج قبل سن الثلاثين وأنا ضد فكرة العنوسة واقترحت أن نستبدل بهذه التسمية «تأخر سن الزواج» فهي تسمية أفضل وتعبر بشكل واقعي عن حقيقة المشكلة.. فهذه المشكلة تعاني منها البنات في كل المجتمعات مع اختلاف العادات والتقاليد.
* ماذا تقصدين باختلاف العادات بين المجتمعات؟
- المجتمع العربي دائما ما يضغط على الفتاة عندما تصل إلى سن الثلاثين دون أن تتزوج باعتبارها في مرحلة الخطر، ورغم رفضي لكلمة عنوسة فإنها متداولة بين كل فئات مجتمعنا الشرقي، ولكن المجتمع الغربي على الرغم من وجود هذه الظاهرة داخله لا يضغط بنفس الطريقة على البنت.. وإعجابي بفكرة «عايزه اتجوز» لأني اهتم بالقضايا العامة التي يهتم بها الناس في كل مكان. وعندما قرأته على مدونة غادة عبد العال على الإنترنت سعيت بشدة للحصول على هذا الدور.
* وهل هوس «علا عبد الصبور» بفكرة الحصول على عريس أمر واقعي؟
- ليس بهذا الشكل طبعا ولكن أعتقد أن هناك الكثير من الفتيات التي تحلم بالزواج وهناك من تحاول أن تخفي ذلك والأمر كله أزمة جيل كامل و«علا» شخصية قد تكون حقيقية ولكنها مقسمة في أكثر من فتاة وأعتقد أنها خليط للكثير من فتيات هذا الجيل.
* لماذا كان التركيز على مشكلة علا عبد الصبور ولم يتطرق المسلسل إلى أي مشكلة أخرى؟
- فكرة المسلسل تدور حول علا عبد الصبور وحاولنا التركيز على هذه البنت التي تبحث عن عريس على الرغم من أنها جميلة ومتعلمة ولم يرد أحد أن يتطرق إلى أي مشكلة أخرى صحيح أننا تعرضنا لبعض مشكلاتها في العمل ولكن من بعيد، وكان مقصود من البداية أن نركز على المشكلة الأساسية التي يدور حولها المسلسل.
* البطولة النسائية دائما لا تلاقي نصيبها من النجاح.. ألم تفكري في هذا قبل التصدي لبطولة «عايزه اتجوز»؟
- لا أعتقد أن هذا صحيح بل أرى أن العكس هو الصحيح فجمهور الدراما التلفزيونية بطبيعته ربما أكثر ميلا لسيدات باعتبار أن ربات البيوت هن جمهوره الأساسي بخلاف السينما التي يعد الشباب جمهورها. وأنا بالمناسبة رفضت العديد من الأعمال خوفا من تحمل مسؤولية العمل بمفردي لكن «عايزه اتجوز» مختلف ففكرة العمل وكتابته كانت ممتازة جدا مع وجود مخرج جيد وكانت الظروف متاحة وجيدة وقررت خوض التجربة وكانت النتائج رائعة وشعرت بها، وبعد الانتهاء من التصوير أتذكر أن غادة عبد العال قالت لي إن هذه علا من لحم ودم وتذكرت ما قيل لي بعد انتهائي من تصوير «عمارة يعقوبيان» من الكاتب علاء الأسواني.
* هل يمكن تصنيف مسلسل «عايزه اتجوز» كـ«ست كوم»؟
- لا، لا أعتقد ذلك يمكن تصنيفه كست كوم وأنا أعرف ذلك منذ اللحظة الأولى فمن ناحية التكنيك «عايزه اتجوز» تم تصويره بكاميرات سينمائية وهناك الكثير من المشاهد الخارجية بالإضافة إلى أن تصوير الست كوم لا يأخذ وقتا طويلا أما مسلسلنا فأخذ تحضيره سنتين وتم تصويره في ستة شهور.
* هناك أكثر من عمل يتحدث عن العنوسة وكذلك العديد من الأعمال السينمائية كان آخرها فيلم «بنتين من مصر» فلماذا التركيز على هذه القضية الآن؟
- أنا لم أناقش في عملي فكرة العنوسة ولكني أناقش فكرة تأخر سن الزواج وهو موضوع يطرح نفسه فهناك فتيات كثيرات وصلن لسن الثلاثين ?ولم يتزوجن وتأكدت ?من هذا بعد ما دخلت على المدونة وشاهدت عدد الزائرات لها والتعليقات التي كتبت، ? ?لكن المشكلة أن هناك نسبة كبيرة من الفتيات يرغبن في الزواج لكنهن يخجلن من الحديث أو التطرق لهذا الأمر. وفكرة «عايزه اتجوز» لا صلة لها بفكرة الفيلم السينمائي «بنتين من مصر»، ولا يوجد أي تشابه بينهما وبعيدة أيضا عن مسلسل إلهام شاهين «ما زلت آنسة»، وأتمنى أن يساعد المسلسل في تغيير هذا المفهوم الخاطئ فالمسلسل بقدر ما يتعامل بأسلوب ساخر وكوميدي مسلي، ? إلا أنه يحمل رسالة خطيرة للفتيات اللائي يشعرن بأنهن تأخرن في سن الزواج.
* هل كانت هناك منافسة في ظل الزحام في الأعمال هذا العام؟
- أكيد هناك منافسة ولكن «عايزه اتجوز» خارج المنافسة وأعتقد أنه بومبوناية شهر رمضان، وأنا أعتبره أعز عمل لي، فقد تعبت جدا في تقديمه وفخورة بشدة بهذا العمل.
* وماذا عن التعاون مع المخرج رامي عادل إمام كأول عمل تلفزيوني له؟
- أنا سعيدة جدا بالتعامل مع رامي وأنا أرى أنه أنسب شخص لإخراج هذا العمل وخاصة أني أحب أعماله الكوميدية خاصة «غبي منه فيه»، الذي أظهر فيه جوانب كثيرة في الفنان هاني رمزي ونيلي كريم وهو في الأصل من مدرسة الزعيم ولكنه تخرج منها كمخرج رائع يبحث عن الجديد دائما. وهو مخرج متميز جدا وأنا بطبيعتي أبحث عن الجديد والمميز وأرفض عملية الاستسهال، ولو كنت أبحث عن الراحة لكنت طلبت الاستعانة بمخرج من مخرجي الدراما التلفزيونية.
* هل استعنت بنجوم السينما كضيوف شرف لإعطاء ثقل للموضوع والعمل ككل؟
- الهدف من وجود نجوم شرف في أي عمل هو إثراء العمل. والمسلسل رائع ولا يحتاج لأحد. ووجود ضيوف الشرف هدفه إثراء العمل وليس تسويقه، وأبطال السينما اشتركوا كضيوف شرف في المسلسل بدافع الصداقة والعلاقة القوية التي تجمعنا، سواء بالنسبة لي أو مع المخرج رامي إمام أو مع المنتج، فما الذي يجعل فنانا يأتي ليشارك في مسلسل دون الحصول على أجر إلا الصداقة فقط.
* الدعاية المبالغ فيها للأعمال الدرامية هذا العام هل هي في صالح العمل أو ضده؟
- أنا أهتم بالدعاية وخاصة هذا العام وأعتقد أنها في صالح العمل.. لم أهتم في مسلسل «بعد الفراق» بالدعاية كما حدث مع مسلسل «عايزه اتجوز» والدعاية الجيدة تشوق الجمهور لمشاهدة العمل.
* لماذا أقدمت على الاشتراك في المسلسل الإذاعي «سهم الزيتون طلع» مع النجم محمد هنيدي؟
- هذه هي التجربة الأولى لي في الراديو وأنا من أشد المعجبات بشغل هنيدي للأطفال سواء كان بصوته في أفلام الكارتون أو من خلال قيامه بدور شخصية كارتونية كما في مسلسل «سوبر هنيدي» فأنا أرى أن هنيدي يمتلك صوتا مميزا وعندما جاءتني الفرصة للمشاركة في العمل معه في الإذاعة لم أتردد وقررت خوض التجربة وقد كانت ممتعة جدا حيث قمنا بتقديم مسلسل كوميدي خفيف يناقش الأزمة الاقتصادية في السوق المصرية?، والإذاعة لها جماهيريتها، ?وبالتأكيد اتجاهنا للمسلسلات الإذاعية ليس هدفه المادة أو الانتشار لأننا حققنا الانتشار من خلال الدراما التلفزيونية ولكنها محاولة لإرضاء جمهور معين ?فكرة الاستماع إلى الراديو قبل الإفطار أمر مهم بالنسبة للكثير من الناس.
* ما رأيك في السير الذاتية التي تقدم خلال شهر رمضان؟
- هناك الكثير من السير الذاتية التي نجحت ولكن لا بد أن تعتمد على المعالجة الدرامية الجيدة كما حدث في «الملك فاروق» و«أسمهان» وأعتقد أن التركيز يجب أن يكون على الجانب الإنساني أكثر ولا يتطرق إلى الحياة الشخصية وأنا تابعت «كليوباترا» الذي قدمته الفنانة سولاف وأعتقد أنها ستلقى نجاحا يضاف إلى رصيدها.
* وما رأيك في أن جنسية مقدم السيرة الذاتية يجب أن تكون من نفس جنسية صاحب السيرة؟
- أنا لا أوافق على هذا إطلاقا فالممثلة السورية يمكن أن تمثل دور شخصية مصرية ويمكن أن تقدم الممثلات المصريات السيرة الذاتية للشخصيات السورية.
* هل تفكرين في عمل سيرة ذاتية؟
- أنا أفكر في عمل السيرة الذاتية وسيكون مفاجأة وأنا الآن في مرحلة التحضير له ولكني لا أستطيع أن أتكلم عنه الآن فقد أخذنا قرارا أنا وفريق العمل بالتكتم على الأمر.
* وما آخر تطورات فيلم «أسماء»؟
- إن شاء الله سأبدأ تصويره بعد العيد وكنت قد توقفت بسبب انشغالي بتصوير مسلسل ?«عايزه اتجوز» وأنا لا أستطيع أن أقوم بتصوير عملين في وقت واحد فكانت الأولوية للمسلسل من أجل اللحاق بشهر رمضان لذلك اتفقنا على البدء في فيلم «أسماء» بعد الانتهاء من المسلسل والمخرج عمرو ?سلامةوقد اغتنم هذه الفرصة حتى يقوم بتعديلات على السيناريو ومعاينة أماكن التصوير واختيار باقي فريق العمل.
* وماذا عن كونك سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة؟
- أنا لم أسع لهذا اللقب ونشاطي الإنساني كان نابعا من قناعتي بأهميته وعندما عملت مع منظمة الأمم المتحدة بشكل تطوعي في البداية اشترطت عليهم أن يبقى نشاطي سرا بعيدا عن الإعلام، حتى فوجئت بعد ذلك باختياري سفيرة وهو ما زادني بالتأكيد إحساسا بالمسؤولية.
* هل هناك طقوس خاصة للفنانة هند صبري في شهر رمضان؟
- أنا أعشق جلوسي في المنزل - أنا بيتوتية - وأحب أن أكون مع زوجي وأمي طوال الوقت وأتناول الإفطار معهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اضف تعليقك.. واترك بصمتك