الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

العالم الجليل والوزير محمد العزيز بوعتور



هو محمد العزيز بن محمد الطيب بن الوزير محمد بوعتور المولود سنة 1825م بتونس العاصمة يرجع أصل سلفه من جهة صفاقس فهذا اللقب موجود بكثرة في تلك الربوع ويتصل فيه الشريف بالشيخ عبد الكافي بوعتور العثماني من ذرية سيدنا عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنه وعنهم أجمعين.

حفظ الشيخ محمد العزيز بوعتور رحمه الله القرآن الكريم في بداية حياته وبعد مزاولته لتعليمه الابتدائي التحق عام 1839م بجامع الزيتونة أين تلقى علوم العربية وعلوم الشريعة من علماء أجلاّء أمثال سيدي ابراهيم الرياحي... ومحمد الشاذلي بن صالح ومحمد الطاهر بن عاشور الأول.. «ليس صاحب التحرير والتنوير».

والواقف على مسيرة هذا العالم الأبي والوزير يلاحظ أنه نذر حياته للعلم والمعرفة لكن القدر شاء أن يكون كاتبا للدواوين لما تميز به من قدرة على النشر والنظم تأسيا بجده الأعلى الكاتب الشاعر الوزير أيضا الشيخ محمد بوعتور الذي كتب للحسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية...

وقد قال فيه أحمد ابن أبي ضياف استطرادا في ترجمة جدة محمد الطيب بوعتور «وأعقب أبناء الممتطى بعضهم صهوة الكتابة وحفيده الآن هو شمس ضحاها.. وقطب رجاها، ورئاستها مع الوزارة طوع بنانه لو حظي بإعانة من طبع زمانه».

تقلد الشيخ محمد العزيز بوعتور مناصب عديدة منها وزارة المال سنة 1860م حين آل الأمر إلى المشير الثاني محمد باشا تم اختياره عضوا بالمجلس الأكبر الذي استحدثه قانون عهد الأمان.. وقد كانت لمحمد العزيز بوعتور علاقة كبيرة مع خير الدين باشا رائد الإصلاح بالبلاد التونسية خاصة في الأعمال الإدارية والتحريرات الديوانية والدولية والمسائل الشرعية المختلفة...

ثم عين بعد ذلك على رأس الوزارة الكبرى سنة 1883م أيام الأمير علي باشا وقد كان مترجما متضلعا في العلوم الشرعية واللغوية بين أعضاء الحكومة والمحكمة الشرعية العليا... إذ كان له البت في جميع القضايا لما تتباين المواقف...

وعن سن تناهز 92 عاما توفي الكاتب والوزير محمد العزيز بوعتور سنة 1907 حيث ترك العديد من المقالات والرسائل مبثوثة في الدواوين لعل أهمها وأدقها تصويرا لعصره رسالته التي تناول فيها قانون عهد الأمان بالشرح والتحليل وعلق عليه تحويرات أصولية...

الفنان التشكيلي التونسي عمار فرحات



ولد سنة 1911 وتوفي سنة 1988 هذا الفنان الذي تميّزت أعماله برصدها لتفاصيل الحياة اليومية والتركيز على ملامح الطبقات الفقيرة، فإذا هي لوحات تعبّر عن هذه العوالم تعبيرا صادقا يزخر برؤية فنيّة انتهجها عمّار فرحات وأصر عليها وأجاد رسم توتراتها دون إغفال قيمة السخرية فتجده يرصد في لوحاته الموسيقيين الشعبيين والباعة المتجوّلين والأعراس البدويّة والعمّال...
وتميّزت لوحاته بدسامة المادة اللّونية واحتفائه بقيمها الضوئية.

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

ما حقيقة الارهاب في تونس



كثيرا ما حذر الإعلام من تنامي الأنشطة الإرهابية في تونس سواء تلك المتعلقة بتهريب الأسلحة من والى ليبيا والجزائر أو من خلال عمليات تجنيد شبان ينتمون إلى التيار الديني المتشدد للقتال في سوريا ولكن الخطاب الرسمي كان ينفي في المقابل وجود خطورة حقيقية لغول الإرهاب ويتهم الإعلام بتهويل المسألة لغايات سياسية تتعلق بالخصوص بالعداء للتيار السلفي ولحركة النهضة الإسلامية. 

شهدت مدينة ( قبلاط) بتونس يوم 17 أكتوبر الحالي عملية إرهابية راح ضحيتها ثلاثة أعوان من الامن بين قتيل وجريح وكانت صورة هذه الحادثة كما أعلنت عنها وزارة الداخلية يوم الخميس الماضي تتمثل في أن اثنين من قوات الحرس الوطني قتلا،وأصيب ثالث في مواجهات مسلحة مع مجموعة إرهابية مسلحة في مدينة قبلاط بولاية باجة شمالي العاصمة تونس. وأكدت أن العمليات الأمنية والعسكرية متواصلة للقبض على هذه المجموعة.

إن تواتر الحوادث الارهابية في تونس بعد الثورة التي تنسب لأنصار الشريعة الذراع المسلح للقاعدة في تونس يعني أن القاعدة فتحت جبهة جديدة في تونس وأن تونس تحولت من أرض دعوة إلى أرض جهاد وهذا مما لا يثبت بالنظر لأدبيات وإستراتيجيات التنظيم الحالية ويؤكد ذلك البيان الرسمي الذي أصدره تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي الذي نفى نفيا قاطعا أي علاقة له بالإحداث الارهابية التي حدثت في جبال الشعانبي ونحن نعلم جيدا أن هذا التنظيم ليس من طبيعته نكران عملياته المسلحة بل من عادته تبنيها رسميا والافتخار بها والكشف عن حيثياتها بالصورة والصوت في بعض الاحيان .
إن كل جهود السلفية الجهادية حاليا منصبة على سوريا وعلى دعم جبهة النصرة والتعليمات حسب الوثائق المثبتة كلها منصبة على دعم المجهود الحربي لإسقاط نظام الاسد وهذه المسائل غير خافية على المتابعين وهذا مما يدلل على أن ورقة الارهاب في تونس هي ورقة سياسية ومخابراتية بامتياز وأن أغلب الخبراء مدعين المعرفة بالتنظيم الذين نراهم على الشاشات التونسية هم إما جهلة موصوفين أو مجرد بيادق في خارطة الانقلاب باستعمال ورقة الارهاب .
فمن الأشياء المسكوت عنها في تونس حاليا وخاصة عند تناول مسألة الارهاب هو أن مخابرات دول أجنبية يعرفها كل السياسيين مورطة في الاغتيالات وفي أحداث الشعانبي وأحداث قبلاط بتنسيق مع بقايا النظام القديم ولا يتجرأ أي أحد من السياسيين على الاشارة إليها أو حتى التلميح لها مجرد التلميح فالذين هم في الحكم يخافون من توتر العلاقات وسحب الاستثمارات وما يعني ذلك من مزيد تدهور الاقتصاد والذين هم في المعارضة تسعدهم هذه الأعمال وتفتح شهيتهم للانقضاض على الحكم وما يقومون به من مسرحيات الحزن والتباكي على الشهداء ما هو إلا كذب وزور و ذر للرماد على العيون .
لقد وجد النظام القديم ضالته في استعمال ورقة الارهاب السلفي حتى يمهد طريق الانقلاب على حكم الارادة الشعبية فنقاط التقاطع الفكري مع جماعات العنف متعددة فكلاهما لا يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطة وكلاهما يؤمن بالعنف للوصول لأهدافه السياسية حتى ولو أدى ذلك لإزهاق الارواح البشرية .
لقد ابتدعت أمريكا نظرية الارهاب لتتمكن من الوصول لآبار النفط وإحكام سيطرتها على ثروات العالم ... ويستعمل النظام القديم نفس النظرية ولكن بشكل بائس للعودة للسلطة من جديد..تذكروا جيدا حين كان بن علي يطلق عليه توابعه مصطلح (منقذ البلاد ) والآن مصطلحات المنقذ و الانقاذ تستعمل في نفس السياقات لأن البنية الفكرية والرؤيا السياسية هي نفسها . .( خلق الأزمات لإدعاء الانقاذ )
إن السلفية الجهادية غير معنية وغير مهتمة بالاجندا السياسية للانتقال الديمقراطي وحين تقع عملية قتل إجرامية على هامش مواعيد سياسية هامة ومصيرية للتشويش عليها وإفشالها فأعلم أن اختيار التوقيت هو عمل سياسي بامتياز و على علاقة بمسارات الحوار الوطني الذي يجري حاليا بتونس فأكبر خدعة في تونسهو تورط القاعدة و الارهاب فلا وجود لإرهاب مسلح في تونس بالمعنى التقليدي المتعارف عليه بل إنه إرهاب الصراع على السلطة تحت غطاء السلفية المخترقة والمخابرات.
فبالنسبة لي أعتقد جازما أن المنظمة الارهابية الوحيدة التي تهدد أمن التونسيين حاليا هو بقايا حزب التجمع و النظام القديم و أن أي فهم وتحليل خارج هذا الاطار هو مجرد إيهام و تمويه ...
كشف مصدر دبلوماسي غربي أن الأجهزة الأمنية الأوروبية أبلغت السلطات التونسية أن عناصر من تنظيم القاعدة تخطط للقيام بعمليات إرهابية في تونستستهدف مؤسسات حكومية وبعثات دبلوماسية وقال بأن تنظيم القاعدة بصدد اختبار قدرات ومؤهلات الأجهزة الأمنية والعسكرية التونسية على في مواجهة عمليات القاعدة.

وتمتلك الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التونسية والغربية معلومات مؤكدة أن العشرات من مقاتلي القاعدة الشرسين نجحوا منذ الثورة في التسلل إلى داخل التراب التونسي محملين بأسلحة متنوعة حتى أن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي وعلى لعريض وزير الداخلية اعترفا بذلك لوسائل إعلام غربية.

كل هذه المعلومات والتي تسربت إلى الصحافة في ظل تعتيم سياسي على حقيقة تحركات الجهاديين السلفيين في تونس ينذر بخطورة الإرهاب وبأن تونس ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أعمال إرهابية ومسلحة خطيرة ولعل ما يحدث في مالى التي تفصلنا عنها الجزائر يشكل النقطة التي يجب الوقوف عليها ودراستها.

وعلى القوات المسلحة التي تدافع ببسالة على حدودنا وترابنا أن تقوم بتعزيز التعاون الإقليمي لمحاربة الإرهاب وعدم التساهل مع المتشددين الدينيين والذين وللأسف يقومون بتوجيه خطاب عنصري ومتشدد وسط صمت قضائي وحكومي مثير للشكوك.

فتحييد الأمن والجيش يعد من أهم الأولويات الآن باعتبار أن أبعاد هذين الجهازين عن التجاذبات السياسية وعن التبعية الحزبية باعتبار أن الحزب الحاكم هو حزب إسلامي يساعدهما على القيام بمهامهما على أحسن وجه من أجل الحفاظ على امن واستقرار تونس الخضراء.

اشهر أبواب مدينة تونس العتيقة


باب الأقواس
باب البحر
باب البنات
باب الجديد
باب الجزيرة
باب الخضراء
باب السويقة
باب العسل
باب العلوج
باب الغرجيني
باب الفلة
باب المنارة
باب سعدون
باب سيدي عبد السلام
باب سيدي عبد الله الشريف
باب سيدي قاسم
باب عليوة
باب قرطاجنة

من هو الوزيرالأكبر مصطفى الكعاك

ولد بضاحية قمرت في 17 أفريل 1893، وتوفي في 6 جويلية 1984، سياسي تونسي سمي وزيرا أكبر في نهاية الأربعينات.


درس مصطفى الكعاك بالمدرسة الصادقية ثم الحقوق بفرنسا وعمل بعد أن تخرج محاميا، وكان مكتبه يقع بشارع باب البنات، عدد 2.

نشط مصطفى الكعاك في عدد من الجمعيات، وكان من أوائل من ترأس نادي الترجي الرياضي التونسي، وذلك خلال الفترة بين 1926 و1930 . كما ترأس في الأربعينات فرقة الرشيدية للموسيقى، حيث انتخب ثاني رئيس لها بعد وفاة مصطفى صفر عام 1941  وجمعية قدماء تلاميذ المدرسة الصادقية. وفي عام 1947 انتخب عميدا للمحامين بتونس، ولم يسبق لعربي مسلم أن انتخب في مثل هذا المنصب قبله ]، إلا أن انتخابه تم بدعم من الإقامة العامة .


عين مصطفى الكعاك وزيرا أكبر في 21 جويلية 1947، غير أن حكومته لم تحظ بتأييد الحركة الوطنية وخاصة منها الحزب الحر الدستوري الجديد، ولم تمر إلا بضعة أيام على تعيينه، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 5 أوت 1947 الإضراب العام بمدينة صفاقس وقد انتهى ذلك الإضراب بثلاثين قتيلا وعمل الوطنيون التونسيون على إسقاط الكعاك وحكومته وهو ما تم بالفعل في أوت 1950، وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمد شنيق وبمشاركة صالح بن يوسف الأمين العام للحزب الدستوري الجديد. وبعد الاستقلال انعزل عن السياسة.

فوزي البنزرتي مدرب أكبر النوادي التونسية



لاعب كرة قدم سابق ومدرب كرة قدم تونسي، ولد 3 جانفي 1950. لعب في الاتحاد الرياضي المنستيري، ثم صار مدربا له، قبل أن يدرب أكبر النوادي التونسية: النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي والنجم الرياضي الساحلي والنادي الرياضي الصفاقسي والملعب التونسي. درّب أيضا منتخب الإمارات لكرة القدم، كما درب منتخب ليبيا لكرة القدم قبل أن يعود إلى تدريب الترجي الرياضي التونسي بدأ من يوم 10 مارس 2009.

الأستاذ بشير التركي من أكبر علماء الذرّة في العالم



البشير التركي هو البشير بن محمد بن مصطفى بن الحاج علي بن مصطفى التركي العجمي، ولد بالمهدية في 21 مارس 1931 وتوفي بها يوم 14 أوت 2009، عالم فيزياء نووية ومهندس تونسي.

يعتبر الدكتور مهندس والأستاذ بشير التركي من أكبر علماء الذرّة في العالم، حصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية سنة 1959 من الكولاج دي فرانس في فرنسا وترأس الوكالة الدولية للطاقة الذرّية سنة 1969.

كان البشير التركي عام 1960 أحد مؤسسي مجلة التجديد وقد تولى أمانة مالها. وشارك في تلك السنة في تأسيس الجامعة التونسية غير أنه سرعان ما فصل من عمله بدون سبب ظاهر، فاتجه إلى النمسا حيث التحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبعد سنتين طلب منه العودة إلى تونس فأسس مؤسسة الطاقة الذرية ومركز تونس قرطاج للبحوث الذرية، وفي عام 1963 ترأس المركز العربي لتطبيق النظائر المشعة في القاهرة وساهم في تأسيسمركز تِرْياست للفيزياء النظرية بإيطاليا. وفي عام 1966 عين رئيسا لمجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي عام 1968 أسندت إليه رئاسة المؤتمر العالمي بمدريد لإصلاح الماء بالطاقة الذرية. وتوج مساره عام 1969 بانتخابه رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالنمسا بتقديم من قبل دول عدم الانحياز ورغم معارضة الحكومة التونسية. في عام 1973 عين رئيسا مديرا عاما للمؤسسة الليبية للطاقة الذرية ومؤسس مركز تاجورة للبحوث النووية. في عام 1975 أسس مخبر الفيزياء لكلية الطب بتونس. وفي عام 1976 أسس مخبريْ الطاقة النووية والطاقة الشمسية في جامعة عنابة بالجزائر. في عام 1981 فصل وبدون سبب من جامعة تونس إلا أن المحكمة حكمت لفائدته بإرجاعه إلى منصبه. شارك في نفس العام في إنشاء الدكتوراه في الطاقة في جامعة قسنطينة بالجزائر.

أما تشيفشنكو فهي منطقة تابعة للاتحاد السوفيتي سابقا تحمل هذا الاسم وتطلّ على بحر قزوين وتحتوي هذه البلدة على مفاعل نووي من تصميم الدكتور مهندس والأستاذ التونسي بشير التركي الذي يعتبر من أكبر علماء الذرّة في العالم. ويتمثّل المشروع في إيصال مياه البحر المتوسط إلى الجنوب التونسي القاحل بواسطة التفجير النووي بواسطة مفاعل نووي ينتج الكهرباء ويقوم بتحلية المياه المالحة في آن واحد لأول مرة في العالم على أن يقع تشييده في قابس في الجنوب وبفضل هذا المشروع يمكن إنقاذ نصف تونس الجنوبي من التصحّر وعلى سبيل المقارنة فهو يعتبر مثلا أهم من مشروع السد العالي في مصر. أما لماذا في قابس بالذات فلأنها تحتوي على سبخة تمتد من خليج قابس إلى قلب صحراء الجزائر وهي تتطور في اتجاه إغراق كل هذه المنطقة الشاسعة في التصحر وإرجاع ماء البحر في هذه السبخة يغير ذاتها إلى بحر داخلي حيث يتغير مناخ المنطقة من وهيج الصحراء إلى رطوبة المناطق المعتدلة وبدأ التركي بدراسة هذا المشروع منذ كان طالبا في مدرسة هندسة المياه بفرنسا سنة 1953 بغية القيام بعملية تحلية للمياه المالحة للحصول على 150 ألف متر مكعب من المياه العذبة يوميا وتوفير طاقة بواسطة المفاعل النووي بقوة 75 ميجاوات وقد تقدّم بالملف إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شهر مارس 1963 قصد مساعدته في إنشاء هذا المشروع السلمي الإنساني لكنه قوبل بالمماطلة فرجع إلى الوطن ثم اتجه للسوفيت في يوليو 1963 وقد قابله المسؤولون (منهم رئيس مجلس الدوما ومدير الوكالة السوفيتية للطاقة الذرية إيميليانوف) بالترحاب وبتمويل المشروع برمّته مجانا بغية اكتساب المهندسين السوفيت الخبرة في هذا الميدان (*) وبسبب العراقيل السياسية ولأسباب مرتبطة بالعمالة لمن لا يريد خيرا للعرب والمسلمين لم تتم الموافقة على بناء المفاعل في تونس وأجهض المشروع برمّته بينما استفاد السوفيت من الفكرة وأقاموا سنة 1968 نفس المفاعل بقوة مضاعفة في منطقة القوقاز على ضفاف بحر قزوين وتحديدا في بلدة تشفشينكو بقوة 150 ميجاوات وتحلية 300 ألف متر مكعب من مياه البحر يوميا.


جازية الهلالية.. امرأة صنعت تاريخ الرجال

 ولدت بصحراء نجد أوائل القرن الرابع الهجري، واسمها الاصلي ''نور بارق'' ونسبها يرجع لدريد احد بطون بني هلال، واخوها الامير حسن بن سرحان كان ملك الهلايل وقائدهم في تغريبتهم الشهيرة من نجد الى تونس، وزوجها الاول الامير شكر ابوالفتح شريف مكة والثاني ماضي بن مقرن امير برقة وعاشقها دياب بن غانم فارس بني هلال ومخلصهم من عدوهم اللدود الزناتي خليفة·


والجازية كانت مدبرة امور الهلايل، وكانت تقف دائما في قلب معاركهم وغزواتهم، وسيرتها تتردد بين الناس حتى اليوم باعتبارها اهم شخصيات السيرة الهلالية ولا ينافسها إلا الامير أبوزيد الهلالي سلامة، غير انها على عكس ابطال وبطلات السير الشعبية لم تكن فارسة محاربة وليس لها في الطعان، وقوتها تكمن في انوثتها الطاغية، انها اسطورة الجمال الفاتن والعقل الراجع والرأي السديد، ورواة السيرة الهلالية وصفوها باوصاف شتى منها انها ''جميلة المنظر لطيفة المخبر، بديعة الجمال، عديمة المثال في الحسن والكمال وفصاحة اللسان لا يوجد مثلها في الخلق لا في الغرب ولا في الشرق وسادة الهلالية الامير حسن وابوزيد ودياب بن غانم وغيرهم كانوا يستشيرونها في كل صغيرة وكبيرة، ودائما كان صوتها يعلو حينما تحل بالهلايل النوائب أو يداهمهم الاعداء، والهلالية كانوا لا يحاربون الا بها وعندما ازمعوا الرحيل من نجد لتونس اخذوها معهم رغم انف زوجها شريف مكة وقراراتهم المصيرية كانت متروكة لها، وابوزيد الهلالي فارس الهلايل وقائدهم قال انها صاحبة ثلث المشورة في بني هلال·
وبنو هلال اهل الجازية وعشيرتها احد بطون ''هوازن'' وهي قبيلة عربية كبيرة تنتسب اليها ام المؤمنين ''زينب بنت خزيمة'' و''ميمونة بنت الحارس'' ومنها اخوال خالد بن الوليد وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما، وشاركت بنو هلال ''هوازن'' في غزوة حنين ضد المسلمين في السنة الثامنة للهجرة الشريفة ولكنهم دخلوا الاسلام بعد ان وفد زعيمهم هلال بن عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلن اسلامه بين يديه وسكنوا نجد وشارك الهلايل في الفتوحات الاسلامية ايام الخلفاء الراشدين، والجازية ظهرت فيهم اثناء الدولة الفاطمية وتحديدا في عهد المستنصر بالله وكان لها الرأي والمشورة، وفي المعارك والغزوات كانت تحث فرسانهم على القتال وتشجعهم، واذا تخاذل احدهم حتى لو كان الامير حسن تنهره وتعنفه، ومرات كثيرة كان بنو هلال على حافة الهزيمة والهلاك ومع صرخات الجازية وقصائدها الحماسية عادوا للمعركة واستعادوا بأسهم وشجاعتهم وقلبوا هزيمتهم نصرا، وفي تونس الخضراء حينما كاد جيش الزناتي خليفة ينتصر على الهلايل وفر سادتهم حسن بن سرحان ودياب بن غانم والقاضي بدير من ساحة المعركة وقفت لهم الجازية وحلت الشعور وانشدت القصائد وحثت الفرسان حتى عادوا الى المعركة وانتصروا·
عودة الهلالي
الجازية من سن ابي زيد الهلالي تقريبا، وبدايات سماع رأيها وتنفيذه على الهلالية جميعا تعود الى انها اشارت، وهي مازالت شابة، برأي أعاد أبا زيد وأمه خضرة الشريفة الى الهلالية بعد هجر طويل وقاس كاد ينتهي باراقة دماء الاب رزق الهلالي على يد ابنه ابو زيد الهلالي، فعندما ولدت خضرة الشريفة ابا زيد ورفض والده رزق وباقي الهلالية الاعتراف بنسبه واتهموها بالخيانة لانه جاء اسود اللون، غادرت خضرة بطفلها الى قبائل زحلان وعاشت بينهم، وكبر ابوزيد، وحينما هجم الهلايل على بني زحلان، حارب ابوزيد أهله وعندما بدأ مبارزة والده رزق خافت خضرة على ولدها من قتل والده، واعلنت لبني هلال ان من ينازلهم في الحرب هو ابنها وابنهم الذي رفضوا الاعتراف به، فسر الهلايل وطلبوا عودة ابنهم ووالدته اليهم، ولكن ابا زيد اشترط عليهم ان يفرشوا امام موكب امه خضرة الشريفة الارض حريرا من مضارب زحلان الى منازل بني هلال، وهي مسافة طويلة جدا، واحتار الهلايل ولجأوا الى الجازية فقالت نجمع ما لدينا من الحرير ونفرشه امام موكب الاميرة خضرة فاذا قارب الموكب بلوغ نهايته يقوم العبيد بلم الجزء الذي مشى عليه الموكب وفرشه امامه مرة اخرى وهكذا الى ان يصل موكب خضرة الشريفة الى منازل بني هلال، فسر والدها الملك سرحان بهذا الرأي ومنحها ''ثلث'' المشورة في بني هلال في أي مكان يحلون وفي أي موقف يصادفون·
التغريبة
الجازية كانت من أجمل بنات القبائل العربية في نجد وفي صباها خطبها الامير دياب بن غانم ووافق اخوها السلطان حسن غير انه زوجها للامير شكر ابي الفتح الهاشمي صاحب مكة، وانجبت منه ولدا اسمه محمد، ولكنها اضطرت لتركه حينما احتاج الهلالية اليها في تغريبتهم من نجد الى تونس وقيل انها هي التي مهدت لخطفها من زوجها شكر عندما اصر على التمسك بها·
وندمت الجازية بعد ذلك، ويجمع رواة السيرة الهلالية على انها احبت شكر الهاشمي وندمت على فراقه، وكانت تقول بحسرة ''فارقت زوجي الذي اعشقه وولدي الذي احبه وفارقت رغد العيش الى الحياة القاسية التي تقوم على النقلة والحرب''، وبعد ان غادر بنو هلال نجدا واجتازوا ارض مصر في طريقهم الى تونس الخضراء التقاهم امير برقة، وحينما وقعت عيناه على الجازية فتن بها، وتقدم لخطبتها ووافق سادة الهلالية بمن فيهم الامير حسن لرغبتهم في ضمان مساندته في رحلتهم لارض الزناتي خليفة، ولكن الجازية رفضت وقيل انها قالت ''لا أرضى برجل غير والد ابني شكر الهاشمي شريف مكة'' وان كانت هناك رواية تقول انها تزوجته بعد ان ارسل شكر موافقته الى امير برقة·
والجازية كانت من ابرز قادة تغريبة بني هلال وابلت بلاء حسنا في كل حروبهم وكانت تحل الشعور وتنزل وسط المعارك لتحث الفرسان وتشجعهم بالاشعار والخطب، وهي التي اشارت على الهلايل بارسال ابي زيد الهلالي واثنين من فرسانهم لاستطلاع مملكة الزناتي خليفة في تونس قبل مهاجمتها، وخرج ابوزيد ورفيقاه يحيى ويونس في رحلة استطلاعية استغرقت خمسين يوما وعرفت في السيرة باسم ''رحلة الريادة'' وهناك اسر الزناتي يحيى ويونس وهرب ابوزيد وعاد الى الهلايل بوصف دقيق لارض الاحلام ''تونس الخضراء''·
ومن هنا بدأت رحلة بني هلال ومن والاهم من القبائل العربية الى تونس ومملكة الزناتي خليفة بحثا عن الارض التي لا تجدب والماء الذي لا ينضب، وتحرير اثنين من اشجع فرسانهم واجملهم هما يحيى ويونس وقطعوا رحلة طويلة وخاضوا العديد من المغامرات والمعارك في العراق والشام ومصر والساحل الافريقي حتى وصلوا الى تونس غير أن حصونها وفرسانها صدوهم واعجزوهم عن مواصلة المسير ولجأت الجازية وابوزيد الهلالي للحيلة مع الحراس حتى تمكنوا من فتح الابواب ولكن دون جدوى وبدأوا معارك طاحنة مع الزناتي خليفة ورجاله الذين اذاقوا الهزائم تلو الهزائم لبني هلال في باديء الامر·
والتقى ابوزيد الهلالي مع الزناتي خليفة في مبارزات متوالية انتهت جميعا بهروب الزناتي خليفة ونجاته وبفضل مشورة الجازية تقدم الامير دياب بن غانم محبها الاول لملاقاة الزناتي وقد تنبأ العرافون بأن ''لم يقتل الزناتي خليفة إلا دياب بن غانم''، وبالفعل قتله بحربته التي كانت تعرف باسم ''شلفا ذياب'' و''سم الساعة'' نظرا لخطورتها ونفاذها، وقيل انها كانت لا تنزل الا في لحم اي في مقتل وان من اصابته فهي لجسمه السم الزعاف الذي يقضي عليه في ثوان معدودة وهذا ما تم للزناتي خليفة ودخل الهلايل تونس الخضراء تحت قيادة الجازية وابي زيد الهلالي وانتهت تغريبتهم وحققوا حلمهم الاكبر الذي اجتازوا السهول والجبال وذاقوا الموت والهلاك في سبيله·

الجازية بطلة السيرة الهلالية ولدت بصحراء نجد أوائل القرن الرابع الهجري، واسمها الاصلي ''نور بارق'' ونسبها يرجع لدريد احد بطون بني هلال، واخوها الامير حسن بن سرحان كان ملك الهلايل وقائدهم في تغريبتهم الشهيرة من نجد الى تونس، وزوجها الاول الامير شكر ابوالفتح شريف مكة والثاني ماضي بن مقرن امير برقة وعاشقها دياب بن غانم فارس بني هلال ومخلصهم من عدوهم اللدود الزناتي خليفة·

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

اسكندر السويح وسط ميدان ولكنه فنان



اسكندر السويح من مواليد 20 نوفمبر 1972 بصفاقس


 بدأ مسيرته في صنف الأكابر مع النادي الصفاقسي سنة 1992، وأنهاها مع الترجي التونسي سنة 2004، بعد أسابيع من خسارته نهائي كأس تونس ضدّ فريقه الأمّ. كما لعب مع منتخب تونس لكرة القدم وخاض بطولة كأس العالم لكرة القدم 1998 فرنسا حيث سجل هدفا من ضربة جزاء ضد مرمى منتخب رومانيا لكرة القدم انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1.

شكري الواعر أفضل حارس في الدور الأول لمونديال 1998


شكري الواعر من مواليد 15 أغسطس6 196

 يعد  من أفضل حراس المنطقة العربية والعالم كانت بدايته مع أكابر الترجي الرياضي التونسي في موسم 1986-1987 إلا أنه لم يصبح الحارس الأساسي بدون منازع إلا في نهاية موسم 91-92 بسبب منافسة الناصر شوشان والشيخ ساك . فاز بعدد كبير من الألقاب المحلية والدولية مع الترجي منها 4 كؤوس قارية والكأس الأفروآسياوية . سنة 2001 إنضم إلى نادي جنوة الإيطالي وظل هناك بضعة أشهر قبل أن يعود إلى الترجي . لعب مع الترجي إلى نهاية الموسم قبل أن يعتزل . في فبراير 2001 أوقفته الكونفيديرالية الإفريقية عن اللعب سبعة أشهر بعد قيامه بضرب نفسه في نهائي دوري أبطال إفريقيا في غانا وتقديم الإصابة على أنها نتيجة اعتداء من الجماهير الغانية . شارك مع المنتخب التونسي في كأس أمم إفريقيا سنوات 1994 و 1996 و 2000 و 2002 وكأس العالم 1998 كما شارك في أولمبياد أطلنطا 1996 كأحد اللاعبين فوق 23 سنة . يشغل حاليا منصب المدير الرياضي في فريق الترجي .

زبير بيّة أفضل لاعب كرة قدم تونسي سنة 1995

زبير بية، من مواليد 15 مايو 1971 بمدينة مساكن


 تحول إلى نادي فرايبورغ الألماني، أصبح أول لاعب عربي يحمل شارة القيادة في فريق يلعب فيبونديسليجا وتم اختياره ضمن فريق القرن (أفضل 11لاعب لعبوا لفائدة نادي فرايبورغ من 1900 إلى2000)

يعمل حاليا مستشارا كرويا لدى راديو جوهرة أف أم والقنوات التلفزية الفضائية تونس 7 وإم‌بي‌سي وأي أر تيكان ضمن الفريق الوطني التونسي في كاس العالم1998 و2002 وشارك مع المنتخب الأولمبي التونسي في دورة أطلانتا 1996

مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي

رئيس المجلس الوطني التأسيسي منذ 22 نوفمبر 2011

ولد مصطفى بن جعفرعام 1940 بحي باب سويقة بتونس العاصمة.
عاش يتيما في عائلة تتركب من خمسة أطفال. ولم يمنعه ذلك من اللحاق بالمدرسة الصادقية فيما بين 1950و1956. ثم واصل دراسته العليا بفرنسا في الطب، وتخصص في الأشعة، وقد انتمى خلال فترة دراسته إلىالاتحاد العام لطلبة تونس. عاد إلى تونس سنة 1975. ليدرّس بكلية الطب بتونس كما تولى خطة رئيس قسم الأشعة بمستشفى صالح عزيز (1975-1980)

سياسيا، انتمى منذ نهاية الخمسينات إلى الحزب الحر الدستوري الجديد، ولكنه خرج عنه في السبعينات مع المجموعة التي ستعلن سنة 1978 عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، والتي كان هو نفسه أحد مؤسسيها. وقد ساهم في تلك الفترة في إصدار جريدة الرأي (1977) وفي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان(1978)، وقد تولى فيما بين 1986 و 1994 خطة نائب رئيس لها. كما كان من مؤسسي نقابة أطباء المستشفيات الجامعية سنة 1977.

انتخب رئيساً للمجلس الوطني التأسيسي في 22 نوفمبر 2011 بأغلبية 145 صوتاً مقابل 68 صوتاً لمنافسته مايا جريبي زعيمة الحزب الديمقراطي التقدمي اليساري

«صباط الظلام» المكان الذي كان يروع فيه بورقيبة معارضيه

المكان الذي كان يعذب فيه معارضوا النظام البورقيبى


في بيت قديم بـ «صباط الظلام» ، بنهج الباشا، بقلب المدينة العتيقة بالعاصمة، اخضع العديد من أنصار صالح بن يوسف إلى عمليات تعذيب وحشية قضى البعض منهم بسببها.

أكد السيد أحمد بن محمد بن امبارك بن نصير (شهر أحمد التلّيسي) أن كل ما قيل عن «صباط الظلام» عار من الصحة وقال في معرض شهادته التاريخية على منبر مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات أمس السبت «أتحدّى أيّا كان من السياسيين والمؤرخين أنّ يقدّموا اسما وحيدا لشخص تمّ قتله في «صباط الظلام».
ونفى المتحدث في شهادته أي دور لحسين العيّادي في فتح «صباط الظلام» وقال ان الرجل كان أول من اكتشف مؤامرة 1962 قبل حتى المخابرات والأمن وأكد التليسي ان «شعبة الديورات» هي التي فتحت «صباط الظلام» وكان من بينهم سعيد كعبورة وعلي ورق والطيب السحباني.
نعم عذّبت اليوسفيين
ولم ينف المتحدث وجود حالات تعذيب في «صباط الظلام» ولكن تم رفع ملفات كل الموقوفين الى المحكمة، وقال انه لم يقع جلب أي من الطلبة الزيتونيين بصفتهم تلك الى «صباط الظلام» الا من كان من اليوسفيين.
وأضاف التليسي «كنت أنا رئيس مركز يضمّ يوسفيين بـ»بير الطرّاز» (رادس) وكان في عهدتي 3 من اليوسفيين هم: محمد الزراع وعبد الستار بن الهاني ومحسن قديش وتم تقديمهم للمحاكمة بعد استكمال الابحاث معهم.
واعترف التليسي بجرأة كبيرة: «نعم أنا كنت من الناس الذين عذبوا اليوسفيين».
وحول أسباب ذلك قال: «هم كذلك حاولوا قتلي... وخططوا 10 مرات لاغتيالي... وحسن العيادي كذلك أعطى تعليماته باغتيالي لأنني بعت أسراره!! وخنت أمانته... وله الحق في ذلك!!!».
وتحدث التليسي مطولا عن الصراع البورقيبي اليوسفي وقال ان من أكبر أخطاء صالح بن يوسف أنه واجه بورقيبة وفرنسا ما تزال في تونس بالاضافة الى ارتمائه في أحضان القومية العربية.
أسلحة مصرية لليوسفيين
وأكد المتحدث حصول اليوسفيين على السلاح من مصر وقال انه استعمل في عمليات اغتيال وتصفية وقال انه عثر شخصيا على أسلحة مصرية جديدة لدى كل من عبد الوهاب البدوي وعلي بن البشير حاولوا بها قتله هو، كما أنهما بعثا عصابة في الوطن القبلي وقتلوا 3 أشخاص في سليمان.
وقال التليسي إنه عند بدء الخلاف البورقيبي اليوسفي لم يكن في العاصمة أي شخص بورقيبي وكانت كل الولاءات للأمانة العامة وعندما فرغ مقر الديوان السياسي جاء جماعة قصر هلال وبدأوا في العمل وهم من قتلوا علي اسماعيل السائق الشخصي لصالح بن يوسف.
وتحدث صاحب الشهادة عن مظاهر للتخويف والتهديد لليوسفيين منها مسألة «صباط الظلام» للترهيب وكذلك رسائل تهديد شديدة اللهجة تحت امضاء «اليد السوداء» وقد كتب هو شخصيا العديد منها.
وقال ان حسن العيادي اصبح زعيما لما جاءت اليوسفية وبدأت صراعها ضد اتفاقيات الحكم الذاتي وبعد قدوم مونداس فرانس.
وتحدث صاحب الشهادة مطولا عن سيرة الشيخ حسن العيادي ووطنيته الكبيرة وقال ان له مكاسب عديدة للدولة والمجتمع وكان من القادة الكبار في المقاومة وجاء الى تونس هارب من ملاحقة الفرنسيين له في جهة جبنيانة وكان يلاحقه علي بن البشير لفائدة الفرنسيين وكان الشيخ العيادي كتوما جدا. وتحدث التليسي عن المنجي سليم والطيب المهيري وقال انهما من كسّرا شوكة الشيخ العيادي وفي هذا الصدد، قال صاحب الشهادة: المنجي سليم كان يطلب الهدوء... ولكن حسن العيادي رفض ذلك وبتعليمات من بورقيبة مؤكدة...
سطو لتمويل المقاومة
وقال لقد تم تضييق الخناق عليه حتى على مستوى التمويل فاضطر الى تنظيم عملية سطو على خزينة معمل السميد بشارع الجمهورية، وكثرت العمليات ولم يكن المنجي سليم راضيا والعيادي كان يتلقى تعليماته من بورقيبة عن طريق وسيلة وسعيدة وكانت هناك ضربات كبيرة ضد المستعمر والخونة وعندها قرر المنجي سليم التخلص من الشيخ العيادي. وكانت هناك حرب بين مختار عطية (المنجي سليم واللجنة التنفيذية) وحسن العيادي (بورقيبة).
ولما دخل السجن بعث العيادي لصاحب الشهادة موصيا اياه بأن يكون تحت امرة البشير زرق العيون.
وتحدث صاحب الشهادة بإطناب عن حالة المؤامرات داخل الحزب (وحتى داخل الديوان السياسي نفسه) وتحدث كذلك عن بيع الأسرار وكيفية تصفية عدد من المقاومين أمثال الطيب الزلاق الذي كان دستوريا وفي هذا الصدد قال التليسي: «كل ثورة تصفي نفسها من الداخل» وقال: «الطيب المهيري وعلي معاوي والمنجي سليم كانوا كلهم من اليوسفيين!» وفنّد ما ذهب إليه علي معاوي من أن حسن العيادي هو الذي فتح «صبّاط الظلام» وأشار الى أن الحزب هو الذي فتحه الى جانب نادي «الدويرات» الذي تمّت فيه العديد من التصفيات ومظاهر التعذيب.
بعت أسرار العيادي
وقال انه باع أسرار العيادي لما كان هو في السجن.. وانتهى صاحب الشهادة الى التأكيد بأن ملف محاكمة حسن العيادي به كل التفاصيل ودقائق الأمور حول كل ما تمّ في تلك الفترة وتدقيقا حول المؤامرات التي حيكت بين المقاومين والثوار أنفسهم مشيرا الى أن إيقاف الشيخ حسن العيادي كان بقرار من الحزب.
وقال صاحب الشهادة: «العيادي أصدر تعليماته بقتل المحجوب بن علي وعند لقائي بمحجوب أخبرته بذلك فأعلم وسيلة التي بعثت للعيادي وهو في السجن لتوبيخه وعندما علم العيادي أصدر تعليماته باغتيالي حيث تمّت 10 مرات محاولة اغتيالي من اليوسفيين».
محاولة اغتيال بن صالح
كمــــــــا قال التلّيسي إن العيادي أذن باغتيال أحمد بن صالح لما كان أمينا عاما لاتحاد الشغل وأنه شخصيا علم بتفاصيل ذلك والتحق ببن صالح في مكتبه قريبا من الكوليزي بالعاصمة وأجبره على عدم مغادرة مكتبه لافشال مخطط الاغتيال وهو ما تمّ حيث اتصل بن صالح بالباهي الادغم لتأمين السلامة والأمن
صراعات حول حراسة بورقيبة
وحول تعيينه أول حارس شخصي لبورقيبة عند عودته في 1 جوان 1955 قال التليسي ان ذلك تم عن طريق البشير زرق العيون الذي تعرّف عليه في فترة سابقة في باب الفلة حيث كان للبشير متجر للمواد الغذائية.. وقال : «الفرنسيون كانوا في خوف على حياة بورقيبة ولهم معطيات دقيقة عن الوضع وبورقيبة قال لهم نسّقوا مسألة الحراسة مع زرق العيون الذي كان يذهب الى مقر المقيم الفرنسي لتنسيق ذلك... وتم الاتفاق معهم على ان اكون أنا الحارس الشخصي لبورقيبة وكنتُ فعلا انا الوحيد معه وزوجته في الشقة التي نزل بها عند عودته (شقة ابنه الحبيب بورقيبة الابن) في حين كان البقية ومن بينهم محجوب بن علي في الشارع..
وتحدث التليسي عن اجتماع «جامع قرمطو» حيث تم توزيع مهام الحراسة بمناسبة عودة الزعيم بورقيبة، حيث كلف هو وأحمد نعمان وشخص ثالث بالحراسة في «رحبة الغنم» في حين أسندت الحراسة في الميناء إلى «محجوب بن علي» ولكن سرعان ما تغيّرت الأمور حيث كان هناك مخطط لإلغاء حراسة البشير زرق العيون وتعويضها بحراسة للثنائي المحجوب بن علي والطيّب المهيري وحدث أول صراع حول حراسة بورقيبة وقال المتحدث انه كان بصدد القيام بالحراسة لما جاءته مجموعة وانهالوا عليه بالضرب وافتكّوا سلاحه وتم نقله الى المستشفى في إطار إفشال حراسة زرق العيون وقال ان بورقيبة قال له لاحقا «اذهب عند مفيدة»!!
وتحدّث كذلك عن محاولة لاغتيال البشير زرق العيون وتصفيته من الحزب ولكنها فشلت حيث ثم تأهيل علي صنديد للمهمة وهو مساعد المحجوب بن علي بتعلّة ان زرق العيون يتعاون مع المقيم الفرنسي ولكن الشخص كشف كل شيء لزرق العيون عندما سمع بنفسه حديثا بين بورقيبة وزرق العيون حول الاتصالات مع المقيم العام الفرنسي.. وفشل مخطط الاغتيال..
وذكر صاحب الشهادة تفاصيل أخرى وأشار إلى أن «الجرابة» (أهالي جربة) هم أكثر من خدموا المقاومة وأن وشايات من تونسيين للفرنسيين أشارت إلى أنه إذا رغبت فرنسا في تصفية الوطن القبلي فعليها بـ»تازركة» وقال التليسي ان وحيد المسعدي كان رجلا عظيما ويفوق شقيقه محمود بكثير من الخصال.
ومن المعلومات التي أوردها صاحب الشهادة:
ـ بلقاسم المطوي هو الذي «باع» الجماعة التي كانت تتحول من منوبة إلى العاصمة.
ـ تم وضــــــع كل العمليات واسنادها إلى ساسي الأسود وذلك للتخفيف على المقاومة التي كانت تنطلق من جبل برقو وكان هناك شخص اسمه عبد الصمد هو الذي نفخ في صورة الساسي الأسود.
ـ أدعو المؤرخين إلى ضرورة إيلاء الدور الكبير الذي قامت به كل من خديجة الطبال وشاذلية بوزقرو في المقاومة.
ـ تصفية الخونة من العمد والمتعاملين مع فرنسا انطلقت من الساحل.
ـ العديد من المناضلين والمقاومين من داخل الجمهورية وقع تناسي وتجاهل دورهم الكبير في المقاومة في مقابل الجهات الساحلية وصفاقس.
تفاعلا مع شهادات التليسي :
شهود العصر يؤكدون حصول قتل وتعذيب ب " صباط الظلام "
" التليسي لم يكن أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة "
تونس - الصباح : أثار المقال الذي نشرته " الصباح " حول الشهادة التاريخية التي أدلى بها السيد أحمد بن نصير ( التليسي ) ردود فعل كثيرة ... حيث اتصل بنا عدد من المناضلين لتفنيد بعض أقواله المتعلقة خاصة بكونه أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة .. وبتبرئة " صباط الظلام " من جرائم القتل والتعذيب . وفي هذا الصدد أفادنا المناضل علي المعاوية أن التليسي " لم يكن أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة كما قال .. لأن الجميع يعرفون أن الحارس الشخصي الأول لبورقيبة هو محجوب بن علي " ..
وذكر السيد مختار بن سعد المعروف بالمختار الحامي وهو رئيس لجنة المقاومين ببن عروس أن التليسي لم يكن أول حارس شخصي للزعيم .. وقال " لقد كنت شاهدا على نزول الزعيم بورقيبة من الباخرة في حلق الوادي يوم غرة جوان 1955 عائدا إلى تونس .. وأذكر أنه كان في انتظاره عديد المجموعات وهي مجموعة محجوب بن علي والطيب المهيري ومجموعة حسن بن عبد العزيز للحراسة ومجموعة البشير زرق العيون ومجموعة العاصمة وأحوازها وحتى من اطارات الاتحاد العام للشغل وفي مقدمتهم البشير بلاغة وغيرهم . "
وأضاف " عندما استقر بورقيبة بمحل سكناه بمعقل الزعيم في رحبة الغنم كان الذين يحرسونه ويحرسون محل سكناه مجموعة تتركب من عدد من المقاومين هم علي الصنديد وعلي الصغير وعامر كلاتوس وبعض أفراد من مجموعة محجوب بن علي وكان هذا في البداية لأنه لم تكن هناك شرطة .. وكان بورقيبة عندما يزور بعض المدن يذهب معه العديد من المناضلين .. وكان في حراسته في احدى زياراته إلى الوطن القبلي الحبيب الدوقي وقد أطلق عليه أحد عناصر المعارضة النار وقتله .. أي أنه في تلك الفترة لم تكن هناك رتب .. ولا نعرف حارسا أول أو ثانيا أو ثالثا . "
وذكر المختار بن سعد أنه " في سنة 1956 تكونت الحكومة الوطنية وبعث وزير الداخلية الطيب المهيري فرقة بادارة الأمن تعرف بفرقة صيانة رئيس الدولة والشخصيات الرسمية وهي تتكون من مفتشين ورئيس فرقة وكان المحافظ في البداية علي مراد ، وتلاه المحافظ عمران بوخشبة .
" صباط الظلام "
بالإضافة إلى تفنيدهم لأقوال أحمد التليسي المتمثلة في أنه أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة ... أكد من تحدث ل " الصباح " حصول جرائم قتل في " صباط الظلام " إلى جانب عمليات التعذيب وبينوا أن الشيخ حسن العيادي وعصابته قتلوا سعيد دبيش والمختار عطية وحسن الحامي وكان هذا الأخير مقاوما في برقو .. كما أنهم ابتزوا العديد من الفلاحين الكبار بسليانة وكان هؤلاء ينفقون بسخاء على المقاومين لما كانوا يرابطون في جبل برقو ويسلمون العيادي أموالا طائلة .. لكن بعد المفاوضات وتسليم السلاح .. واصل الشيخ حسن العيادي وأفراد عصابته طلب المال .. وأصبح الكل يخشاهم فهم على استعداد لقتل أي كان بمقابل ، في صورة التشكيك في أنه يوسفي .
فبمجرد أن يشي أحد الأجوار بجاره بدافع الغيرة أو التنافس على الملكية ينقضون عليه ..
وفي هذا الصدد قال المناضل عبد الستار الهاني وهو زيتوني أصيل سليانة " لقد ساهمت عائلتي مساهمة كبيرة في تموين المقاومين زمن الثورة .. ولكن لاحظنا أن الشيخ العيادي في كل مرة يطلب المزيد .. حتى أنه طلب مرة مقابلتي في مقهى باب الجزيرة بالعاصمة فذهبت إليه ووجدت معه ستة أنفار وكانوا يخفون أسلحتهم تحت جبابهم وسألني يومها على " حمتين " وهو فلاح كبير من سليانة ويقيم بالمرسى واسمه الحقيقي محمد الأخضر بن عطية وذكر أنه يرغب في أن يحصل منه على مبلغ قدره 400 دينارا لاقتناء سيارة .. فأخبرته أنني لا أعرف أين يقيم ونصحته بأن يذهب إلى سليانة فهناك يوجد ابنه الهادي وهو يقيم بالربع قرب برقو وبالامكان أن يساعده .. "
وأضاف الهاني " لقد ساورنا الشك في أن العيادي أصبح يبتزنا لكننا استمرينا في مساعدته وتموينه واعطائه ما يطلب من المال إلى غاية تسليم السلاح .. " وكنا قد التزمنا معه في بداية أيام المقاومة بتموينه .. فقد دعوته بعد أن جاء إلى برقو إلى بيتي وأعطيته قائمة بأسماء من يمكنهم أن يمونوه من أثرياء سليانة بتوصية مني .. "
وقال المناضل عبد الستار الهاني ناشدا من شعره الذي كتبه حول المقاومة :
أحسست المطامع طوقتني
ولم يك منجدي إلا ذكائي
فقلت له أيا حسنا تريث
ودعك من الصرامة والجفاء
وقد تنل الكثير بلا مراء
وتشعر أنه خير العطاء
وذكر الهاني أنه بعد المفاوضات وتسليم السلاح رجع العيادي وبعض من أفراد عصابته إلى العاصمة ونشطوا في " صباط الظلام " وكانت لهم أطماع في الحصول على تسميات في الشرطة لكن المنجي سليم والطيب المهيري كانا للعيادي وجماعته بالمرصاد فأصبح العيادي يبحث عن موارد الرزق بنفسه وكان يذهب من حين إلى آخر إلى الفلاحين بسليانة ويأخذ منهم كميات وفيرة من القمح .
وكان العيادي قد تخاصم مع المختار عطية وقتله الأمر الذي أثار انتقام الطيب المهيري والمنجي سليم فحرماه من التمويل .
وعن سؤال يتعلق بما كان يحدث في " صباط الظلام " أجاب عبد الستار الهاني وقد ذكر التليسي اسمه في شهادته التاريخية .. أنه أمضى ثلاثة أيام في " صباط الظلام " وشاهد وقتها ألوانا من التعذيب والرعب في ذلك المكان المظلم .. وقال " أنا لم يعذبوني هناك .. لكنني شاهدت جماعة حسن العيادي يجلون أناسا وقد بدت عليهم آثار التعذيب .. وسمعت الكثير من الصراخ والأنين .. لقد بقيت مدة قصيرة في هذا المكان وكان معي فيه محمد الزراع والحفناوي عطية وسعيد دبيش .. "
ما كان مصير سعيد دبيش ؟ عن هذا السؤال ، وهو نفس السؤال الذي طرحه المؤرخ محمد ضيف الله على أحمد التليسي فأجابه لا يعرف .. قال الهاني " لقد قتله العيادي " وبين أن " رجلا يدعى ابراهيم وشى به للعيادي .. فقام هذا الأخير بقتله . "
وأضاف " بعد أن دخلت " صباط الظلام " .. حملوني إلى بئر التراز برادس ووجدت هناك أحمد بن نصير ( التليسي ) فقد كان يشرف على هذا المكان الذي يتألف من غرفتين أحداهما فيها مكتب يجلس فيه الشيخ العيادي عندما يأتي لمحاكمة الموقوفين .. وقد عشت الكثير من الرعب لأني كنت أسمع دائما الصراخ جراء الضرب والصفع والجلد وصادف أن رأيت أحد أبناء سليانة وكان شخصية مرموقة في الجهة لكنه أهين وضرب وجلد وسمعت صراخه .. لقد اتهموه ب " اليوسفية " ..
وأضاف الهاني وقد بدا عليه التأثر وهو يتنهد " كنا في بئر التراز ننام على الجليز لأنه لم يكن هناك فراش .. لقد ذقنا المر .. لهذا قال لي العيادي أنه حبسني لحمايتي من أحد أعوانه المتمردين عليه فهو يخطط لقتلي .
وذكر متحدثا عن التليسي " كيف ينكر التليسي عمليات التعذيب في بئر التراز .. لقد كان يمارس علينا الرعب .. وأذكر أنه ذات مرة كان بصدد تنظيف سلاحه وكنت أنا ومحمد الزراع جالسين قربه ومتكئين على الحائط .. فتحرك الزراع قليلا الى اليمين وفعلت نفس الشيء وبعد ثوان سمعنا طلقا ناريا مدويا وانطلقت رصاصة في اتجاه نفس المكان الذي كنا متكئين عليه . "
تحذير
تعقيبا على ما قاله التليسي من أنه يتحدى أيا كان من السياسيين والمؤرخين بان يقدموا دليلا على قتل أي أحد في " صباط الظلام " ..
قال مختار بن سعد " من خلال مسؤولياتي على لجنة الرعاية بتونس العاصمة وأحوازها في الخمسينات أنفي هذه الأقوال . "
وذكر أن الحزب ورغبة في توفير الأمن داخل البلاد قبل الاستقلال للحد من الفوضى والابتزاز والتهريب والقتل قرر بعث لجان رعاية تتكون من مناضلين وشباب دستوري وذلك منذ أفريل 1955.
وأضاف " في هذا الاطار انتقل الشيخ حسن العيادي وجماعته الى " صباط الظلام " وأذكر أنه كان معه الطاهر بوطارة من الحامة وشخص آخر يدعى العيادي داوود من الوطن القبلي وآخر اسمه المحواشي من الشمال الغربي .. وأمر العيادي جماعته في البداية بالهجوم على مصنع السميد والسطو على خزينته وبالسطو على مصاغات اليهود وبالسطو على أموال التجار .. والغريب في الأمر أن التليسي يقول ان العيادي كان ينفذ أوامر بورقيبة لدعم المقاومة .. والزعيم بريء من هذه الأعمال الاجرامية وحذرنا العيادي من عاقبة اعماله .. فانتهج أسلوبا آخر وهو اختطاف أناس ميسورين لابتزاز أموالهم بتهمة الخيانة واليوسفية والقتل لتصفية الحسابات .
وعن عمليات القتل التي حدثت في " صباط الظلام " قال مختار بن سعيد أن التليسي قال " اسألوا عبد الستار الهاني الذي كلفني الشيخ العيادي بحراسته فهو يعرف الحقيقة " .. فعن أي حقيقة يتحدث .. لماذا لم يذكر اسم سعيد دبيش لقد قتل في " صباط الظلام " .. ورغم مساعي زوجته للحصول على جثته فإنها لم تفلح .. واختفت الجثة إلى يوم الناس هذا .. وأرى أن العيادي لم يقتل عبد الستار الهاني لأنه لن يصدقه أي أحد إذا اتهم الهاني بالخيانة لأن الهاني كان مناضلا كبيرا مع المرحوم علي البلهوان وكان يناضل سواء في الحزب أو في الكتلة الزيتونية وصوت الطالب .. وعند اندلاع معركة التحرير سنة 1958 هو من دعم حسن العيادي وجماعته من المقاومين بجبل برقو بماله الخاص أو بجمع مال أثرياء سليانة .
لقد حجزه العيادي إذن لابتزاز ماله إذ أنهم حملوه بعد اخراجه من بئر التراز الذي أمضى فيه 11 يوما إلى منزل علي بن سالم شهر " علي البوليس " بمنوبة وهناك وجد الهاني صهره عبد الستار بن عبد الملك وشقيقه فدفعا لجماعة العيادي 250 ألف فرنك مقابل اطلاق سراحه .
وفي نفس الصدد أكد المناضل عبد الستار الهاني ما جاء على لسان المختار بن سعد .
وأضاف بن سعد أن عصابة الشيخ العيادي استمرت في نشاطها من ربيع 1955 الى جانفي 1956 .. اذ أصبح الحزب أقوى وتصدى لها ثم جاء الاستقلال وتم تكوين الشرطة والحرس والجيش وذابت العصابة وتشتت أفرادها .
وذكر أن التليسي قال " ان العيادي أكبر قادة المقاومة وزعيمهم .. نعم لا أنكر أن للعيادي حسنات ولكن هذا لا يمنع من أن عديد القادة شيدوا جبالا من الحسنات .. لكنهم ارتكبوا أخطاء فهدموا كل ما بنوه ولم يعد التاريخ يذكرهم .. وهذا ما جناه حسن العيادي على نفسه . "

وقال بن سعد معقبا على شهادة التليسي " أراك تعترف باقتراف عمليات تعذيب اليوسفيين .. وهذا يعاقب عليه القانون . "
هذه إذن بعض الشهادات التي قدمها قراء " الصباح " الشاهدون على العصر تعقيبا على شهادة أحمد التليسي وقد رأينا اطلاعكم عليها تعميما للفائدة .
جريدة " الصباح " 16 جويلية 2009 - سعيدة بوهلال

البشير زرق العيون أحد رجال الخفاء للرئيس بورقيبية




رغم عدم توليه لأي حقيبة وزارية كان لزرق العيون وزن في المنظومة البورقيبية
يتجاوز صلوحيات المناصب التي أسندت إليه ، وكان يعد أحد رجال الخفاء للرئيس الراحل وأحد أعوانه الأكثر وثوقا .

البشير زرق العيون (1912-1918 جانفي 1999) سياسي ومناضل وطني تونسي كان يعد من أقرب المقربين من الرئيس الحبيب بورقيبة . ولد عام 1912 في جربة ميدون وإشتغل في التجارة في العاصمة . إنضم إلى المقاومة السرية منذ أواسط الثلاثينات وفي 
19 جويلية 1940 حكمت عليه سلطات الحماية بالإعدام شنقا ثم بعد الاستئناف بالأشغال الشاقة مدى الحياة في 9 جانفي 1941. كان بشير زرق العيون المؤسس الرئيسي للجنة المقاومة داخل الحزب الحر الدستوري الجديد كما تزعم منظمة اليد السوداء التي قامت بعدة عمليات مضادة لمنظمة اليد الحمراء الفرنسية . ساهم بعد إمضاء اتفاقيات الاستقلال الداخلي ضمن " لجان اليقظة " صحبة محجوب بن علي وحسن بن عبد العزيز بترجيح الكفة لصالح الزعيم بورقيبة في صراعه ضد صالح بن يوسف رغم القرابة العائلية التي كانت تجمعه مع هذا الأخير . بعد الاستقلال تولى زرق العيون لسنوات طويلة رئاسة المجلس الاستشاري للمقاومين وأنتخب عضوا في مجلس الأمة سنوات 1959 ، 1964 ، 1969 ، 1974 عن دائرة تونس الأولى ، كما أصبح عضوا في اللجنة المركزية والديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري . لعب عام 1961 دورا هاما إلى جانب وزير الداخلية الطيب المهيري في التخطيط لاغتيال صالح بن يوسف في ألمانيا . كان عام 1970 أحد أعضاء هيئة المحكمة العليا التي حكمت على الوزير السابق أحمد بن صالح ب 10 سنوات أشغالا شاقة . 

اغتيال بن يوسف نقطة مظلمة في تاريخ تونس

بالرغم من مرور حوالي 40 عاما على اغتيال صالح بن يوسف المعارض التونسي الشهير لحكم الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، فقد فجر اثنان من ابرز وزراء عهد بورقيبة خلافا جدليا حول صحة الرواية التي تفيد بان الرئيس بورقيبة هو الذي اعطى الاوامر باغتيال بن يوسف وانه قد اعترف في احدى خطبه بأنه كلف احد معاونيه وهو البشير زرق العيون بتنفيذ عملية الاغتيال التي وقعت عام 1962 في مدينة فرانكفورت الالمانية.وقال الطاهر بلخوجة وزير الداخلية والاعلام السابق خلال فترة حكم الرئيس بورقيبة انه من غير المؤكد حتى الان ان الرئيس السابق بورقيبة قد اعطى الاوامر لاغتيال بن يوسف وان تبني بورقيبة لهذه العملية يعد هفوة سياسية فادحة لان عملية اغتيال بن يوسف تعتبر وصمة ونقطة مظلمة في تاريخ تونس فتحت الباب امام احداث مؤلمة وحزينة كان بالامكان تفاديها لو نجح اخر لقاء سياسي بين بورقيبة وبن يوسف عام 1961 بمدينة زيوريخ السويسرية.

وكشف بلخوجة في محاضرة القاها في مؤسسة التميمي للبحث العلمي ان اللقاء التي جرى في زيوريخ بين بورقيبة وبن يوسف اشترط فيه بن يوسف حضور شخصيات سياسية سويسرية كشهود عيان الا ان سويسرا رفضت ذلك وارسلت شخصيات امنية حضرت هذا اللقاء الذي شهد احتداما بين الرجلين حول دور كل منهما في مكافحة الاستعمار ورؤيتهما السياسية لمستقبل تونس ادى الى فشل هذا اللقاء الذي كان بمثابة الفرصة الاخيرة لتفادي الاحداث التي جرت فيما بعد. وكشف بلخوجة النقاب عن وجود شخصية اخرى لعبت دورا هاما في عملية اغتيال بن يوسف، هي (ص . ب. ح) الذي ما زال على قيد الحياة ويعيش خارج تونس وانه هو الذي قام بالتنسيق مع البشير زرق العيون الذي كلف عبد الله الورداني وعلي ورق لاغتيال بن يوسف.

السياسي التونسي عبد الجليل الزاوش


ولدعبد الجليل الزاوش بمدينة تونس في أسرة ثرية سنة 1873 ودرس بمعهد سان شارل ثم الحقوق بباريس.

عاد إلى تونس سنة 1900 وأسّس مكتبا للمحاسبة وانبرى يبيّن محاسن التعاضد للتجّار ويعمل على تأسيس الشركات خفيّة الاسم.

اهتمّ بالصحافة وكتب العديد من المقالات السياسيّة والافتصاديّة، وكان عضوا في مجلس إدارة "الدبيش التونسيّة" (La dépêche tunisienne) وعضوا مستشارا في جريدة التونسي.

سنة 1910 عيّن عضوا بمجلس بلديّة تونس العاصمة وكانت له مواقف مشرّفة في إعانة المجاهدين بطرابلس وفي واقعة الزلاج سنة 1911.

سميّ سنة 1917 عاملا بسوسة خلفا للبشير صفر.

عيّن سنة 1934 رئيسا لبلديّة تونس العاصمة، شيخا للمدينة.

سمّي سنة 1935 وزيرا للقلم والاستشارة ثمّ وزيرا للعدليّة حيث بقي إلى سنة 1943.

توفّي سنة 1948.

الخميس، 10 أكتوبر 2013

حسيبة رشدي:أول فنانة تونسية تحقق نجومية في مصر

سجلت أول ألبوماتها في باريس مع محمد الجموسي ومحمد التريكي الذي تزوجها لفترة. سافرت في الأربعينات إلى مصر حيث كانت أول تونسية تحصل هناك على دور البطولة الأولى من خلال فيلم دماء في الصحراء مع عماد حمدي وإبراهيم عمارة ومحمد توفيق . تركت مصر اثر زواجها من ضابط أمريكي وعاشت لفترة في نيويورك قبل أن تعود لتونس في الخمسينات. شاركت في عدد من الأفلام التونسية ابتداءً من الستينات مثل فيلم "الثائر" سنة 1968 وفيلم "صراخ" سنة 1972 لعمار الخليفي و"تحت مطر الخريف" سنة 1969 لأحمد خشين و"يا سلطان المدينة" للمنصف ذويب سنة 1992. من أغانيها "محلاها تذبيلت عينك" و" العشاڨة" و"آش بتريد من قلبي يا خاين" و"جسمي بعيد عليك".

الجمعية الخلدونية بهجة المحافل الفكرية والاجتماعية والسياسية


هيئة الجمعية الخلدونية عام 1903 عند استقبال الشيخ محمد عبده


الجمعية الخلدونية وهي جمعية ثقافية وتربوية تونسية تأسست عام 
ألقى الشيخ محمد الفاضل أولى محاضراته على منبر الجمعية الخلدونية عام ,1903 لتتبعها محاضرات وندوات ومسامرات شملت منابر عديدة كالجمعية الخلدونية، وجمعية قدماء تلامذة المدرسة الصادقية، وجمعية الشبان المسلمين، والقسم العربي بإذاعة تونس منذ تأسيسها عام 1938 كسلسلة تتالت حلقاتها دون انقطاع ملى مدى سنين، وكان بهجة المحافل الفكرية والاجتماعية والسياسية.1896

الحاضرة أول جريدة غير رسمية تصدر بالبلاد التونسية


صدر عددها يوم 12 أوت 1888. واستمرت إلى عام 1911.وهي جريدة أسبوعية سياسية أدبية، كانت لسان حال الحركة الإصلاحية ومن مؤسسيها ومحرريها الشيخ سالم بوحاجب وعلي بوشوشة ومحمد السنوسي ومحمد القروي...

كانت هذه الجريدة معتدلة ومهادنة للسلطات حيث أنها وجدت تأييدا من قبل السلطات الفرنسية بتونس.
أثارت جريدة الحاضرة على أعمدتها العديد من القضايا كاستعمار الأراضي والصناعات المحلية والمنافسة الأجنبية والنظام الجبائي والقضائي والإداري. وكانت تدعو إلى الاقتداء بالتجارب الأوربية.

زعيم الحركة الإصلاحية البشير صفر

تأثر البشير صفر منذ شبابه بخير الدين كما تأثر بالشيخ سالم بوحاجب. وعندما قام الإصلاحيون التونسيون بإنشاء جريدة الحاضرة عام 1888 كان البشير صفر أحد محرريها، حيث اهتم بدراسة النظم السياسية والاجتماعية في أوروبا بهدف الحث على نبذ التواكل والتوفيق بين الأصالة ومستجدات العصر. كما ساهم البشير صفر عام 1896 في بعث الجمعية الخلدونية التي أسندت إليه رئاستها عام 1897. وقد ألقى على منبرها دروسا سلط فيها الأضواء على ما يتهدد العالم الإسلامي من أخطار وذاع صيته بفضل تلك الدروس بحيث أصبح متزعما للحركة الإصلاحية التونسية. وتقدم بعد ذلك بعدة مطالب لتخفيف الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها التونسيون بما أثار سخط المعمرين الفرنسيين بتونس. وفي عام 1908 دعي للمشاركة في المؤتمر الاستعماري المنعقد بباريس فقدم خلاله بحثا حول مسألة الأوقاف الإسلامية أثار فيها تأثيرات الاستعمار الزراعي.

المناضل علي باش حامبة

ولد عام 1876 بتونس العاصمة وزاول تعليمه بالمدرسة الصادقية بمدرسة (سان شارل) الفرنسية، وبعد أن أنهى تعليمه الثانوي، دخل سلك الوظيفة العمومية.
وفي عام 1897، انتدبته الحكومة للترجمة بإدارة الاملاك العقارية، وكلفته بعد ذلك بوكالة أوقاف المدرسة الصادقية، وأثناء مباشرته لهذين العملين كان يتابع دروس الحقوق الفرنسية.
وفي عام 1906م، أحرز على شهادة الحقوق، ففارق العمل الاداري وانتصب للمحاماة بتونس. وتعرّف أثناء دراسته بالفوج الاول من خرّيجي «الصادقية» ومؤسسي الجمعية «الخلدونية». كما كانت اتصالاته متينة مع الشباب المدرسي المعاصر له في الصادقية أو جامع الزيتونة.
كان الحكم الاستعماري في أوجه وقوة جبروته، والصحافة الاستعمارية وفي مقدمتها جرائد (المعمر الفرنسي، تونس الفرنسية، الدبيش التونسي) لا يردّ لها قول، وهي التي تسيّر الحكومة في المنهج الذي تريده. وقد تم الاستيلاء على الاراضي التونسية سواء في ذلك أراضي الدولة أو الاوقاف العامة حيث وزّعت على المعمّرين، وتمت تعبئة الادارات بجيش من الوظيفين الفرنسيين والمتجنّسين الاجانب، وأصبح التعليم بجميع درجاته فرنسيا إلا التعليم الديني بجامع الزيتونة.
* مطالب
في هذا الظرف الدقيق من التاريخ التونسي فكّرت الشبيبة المثقفة في المناداة بإعطاء التونسيين بعض ما يتمتع به الفرنسيون والاجانب من الامتيازات، والسماح لهم بإنابة من يمثلهم لدى المجالس الشورية، والسماح لها بإصدار جريدة قومية تفصح عن رغائب الشعب وطلباته. اختار الشباب المثقف من بين أفراده من هو كفء للقيام بهاته المأمورية، فكان الذي رجّح به الميزان هو علي باش حامبة الذي أحرز على امتياز اصدار جريدة «التونسي» القومية المنهج والروح، الفرنسية اللغة والعبارة، لتكون لسان حال الشعب التونسي.
واستطاعت هذه الجريدة أن تدافع عن مصالح التونسيين الحياتية، مثل إيجاد مؤسسة تشريعية، وتحسين حالة الفلاحين التونسيين، ومقاومة انتزاع أراضي الاوقاف الخاصة، وحرمان الاهالي من أهم الوظائف الادارية، ومن التعليم بأنواعه... الخ.
وصدر في عددها الاول يوم 7 فيفري سنة 1908م برنامج جماعة علي باش حامبة السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ونقل الاستاذ الحبيب الجنحاني في كتابه «محمد باش حامبة» افتتاحية العدد الاول لهذه الجريدة وقد جاء ما يلي:
«إن رسالة التقدم التي تقوم بها فرنسا في تونس بدأت تؤتي أكلها. إن جيلا جديدا ثُقّف باللغة الفرنسية وتأثر تأثرا كبيرا بأفكارها الغنية. يجد نفسه اليوم في حالة تسمح له بأخذ مكانه في الحياة الاجتماعية لبلاده وبالمساهمة في عمل التجديد، وفي نطاق هذا الهدف أسّست «التونسي».
وتمثلت مطالب جماعة «التونسي» فيما يلي:
أ إصلاح التعليم وتعميمه في الابتدائي وتمكين أبناء الاهالي من مزاولته في الثانوي وتشجيع النخبة على مواصلة تعليمها العالي مع تطوير التعليم الفني.
ب إفساح المجال أمام التونسيين للدخول الى الوظائف الادارية.
ج تحسين حالة الفلاحين التونسيين باعتبارهم يمثلون أكثر الطبقات بؤسا في المجتمع التونسي.
د إصلاح نظام العدالة على أساس الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
* في المنفى
ومنذ اليوم الاول لاندلاع حوادث الزلاج بدأت تتهاطل الاوامر الزجرية والقرارات التعسفية. وكان علي باش حامبة أول المتضررين حيث تم تحجير جريدة التونسي التي حظيت بتعاطف لا مثيل له في جميع الاوساط. وبالرغم من الانذارات تواصلت الاحتجاجات الوطنية وخصوصا مقاطعة عربات «الترام» التي اتسم سلوك مسؤوليها بالحدة وسوء المعاملة في حق التونسيين. وعمدت السلطات الاستعمارية الى إيقاف سبعة أشخاص من حركة الشباب التونسي أبعد أربعة منهم خارج الوطن وهم: علي باش حامبة، والثعالبي، ومحمد نعمان وحسن قلاتي، بينما نقل الصادق الزمرلي الى تطاوين ثم تالة. أما الشيخ الشاذلي درغوث فقد أبعدته السلطة الاستعمارية الى مدنين، في حين سجن المختار كاهية بسجن بباردو المخصص لامراء العائلة المالكة نظرا لقرابته منها.
وتفتقت قريحة محمد الشاذلي خزندار عن قصيد يؤرخ لهذه الحوادث جاء فيه بالخصوص: أبكي لفرقتهم وهم أحياء سبعا بكتهم تونس الخضراء ما كان في كفي الحسام وإنما من تحت فكي حية رقطاء أرسلتهم حصبا على مغتالهم فتريه ماذا يفعل الشعراء سأهز من قومي الذين بلوتهم ما ترتضيه الهمة القعساء عربية الاحساس في نخوتها لله تلك النخوة العرباء.
 غزو شمال افريقيا
في الاثناء قرر علي باش حامبة الاقامة بتركيا لما كان يعتقده من قدرتها على نجدة تونس، وتخليصها من براثن الاستعمار الفرنسي. وتوطدت علاقته بالسلطات هناك فعين مستشارا في العدلية، ثم رئيسا لهيئة التشكيلات وهي هيئة تشبه وزارة الدعاية، فسنحت له الفرصة لان يلعب دورا كبيرا في الدعاية ضد الفرنسيين وفي عام 1916 عين مستشارا لوزارة الخارجية، ثم مستشارا للصدارة العظمى. وفي هذه السنة قررت الدولة العثمانية أن تؤسس هيئة لغزو شمال افريقيا بالاتفاق مع رجالها اللاجئين. وكان مقررا أن يرأس الهيئة علي باش حامبة نفسه ليكون مندوبا عن الخليفة العثماني لتحرير مسلمي شمال افريقيا.
 وفاة باش حامبة
قبل أن يحين الموعد الذي كان مقررا لمغادرة باش حامبة الاستانة للقيام بمهمته التحريرية أصيب بمرض خطير، يعتقد أنه سرطان فاضطر لملازمة الفراش. وكانت الدول الوسطى قد أخذت في التدهور فأهمل الامر حتى حدثت كارثة استسلام الدولة العثمانية، وشاءت الاقدار أن يموت علي باش حامبة قبل أسبوع واحد من هدنة (مدرس) فدفن باحتفال مهيب مشى فيه الوزراء العثمانيون، وقواد الجيش، وقائد البلاط نائبا عن السلطان محمد السادس وحيد الدين، ودفن بمقبرة «باشيكتاش».

حركة الشباب التونسي ...صوت تونس في وجه المستعمر

علي باش حامبة


تكونت الحركة من خريجي المدرسة الصادقية الذين واصلوا تعليمهم بالخارج وفي مقدمتهم علي باش حامبة وبشير صفر وعبد الجليل الزاوش وخير الله بن مصطفي إلى جانب زيتونيين مثل الشيخ عبد العزيز الثعالبي . جاءت حركة الشباب التونسي في سياق حركة الإصلاح التي نشأت مع خير الدين باشا وأحمد بن أبي ضياف ومحمد بيرم .

في 7 فيفري 1907 أصدرت جريدة لو تونزيان ( التونسي ) وكان علي باش حامبة هو رئيس تحريرها . كانت أول جريدة تونسية تصدؤ باللغة الفرنسية . كان يطبع منها 2500 نسخة وكانت 250 نسخة منها توزع مجانا في عدة دول أوروبية وعربية ك فرنسا وتركيا ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وغيره . أصدر آخر عدد منها في 13 مارس 1912.

حدثت مصادمات مع الجالية الإيطالية إثر حادث قتل تونسي على يد مقيم إيطالي وفي سنة 1912 أضرب التونسيين عن استعمال الترأموي الذي كان تسيره شركة إيطالية وكان الأهالي أسندوا لجنة الإشراف على الإضراب إلى علي باش حامبة فواجهت السلطات الاستعمارية بقيامها بنفي زعماء حركة الشباب التونسي إلى الخارج كعلي باش حامبة وشقيقه محمد باش حامبة والشيخ عبد العزيز الثعالبي كما أبعدت آخرين إلى داخل البلاد مثل الصادق الزمرلي الذي نفي إلى تطاوين بينما تعرض العديد إلى السجن والمحاكمة بعدما أعلنت السلطات الاستعمارية حالة الطوارئ التي رفعت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وتحديدا سنة 1921.

توفي علي باش حامبة بتركيا كما توفي أخوه محمد في ألمانيا بينما عاد الشيخ عبد العزيز الثعالبي ليشارك في إحياء الحركة الوطنية التونسية بعد الحرب .

مؤرخ الأدب العربي التونسي زين العابدين السنوسي

المدرسة الصادقية

زين العابدين السنوسي (1901- 1965) صحفي ومصلح تونسي وأحد أقطاب الأدب العربي المعاصر وقادته ومن الذين دانوا الفكر العربي الحديث.

زين العابدين السنوسي هو إبن الكاتب والمصلح التونسي محمد السنوسي، درس في المدرسة الصادقية ثم إلتحق بجامعة الزيتونة. عضو في حركة الشباب التونسي.

 عاش كامل النصف الاول من القرن العشرين وجزء هاما من النصف الثاني لهذا القرن وقد كان شاهدا على اهم الاضطرابات والتقلبات التي عرفتها البلاد خلال الاستعمار وعاش مآسي حربين عالميتين كان لهما أسوأ الاثر في حياة كل الشعوب وواكب كل التقلبات الفكرية والسياسية التي شهدها زمانه.
كان رافضا للفكر السلفي رافعا لشعارات الحداثة داعيا الى ثقافة جديدة قوامها الانفتاح والتحرر ونبذ التزمّت.
وقد مكن البحث والتحقيق في آثار زين العابدين السنوسي الاديب محمد الهادي بن صالح من التاكيد على انه كان احد القطبين اللذين اثرا تاثيرا بالغا في الحياة الفكرية الحديثة بتونس منذ بداية القرن الماضي وكان احدهما في الفكر الاجتماعي وهو الطاهر الحداد وثانيهما في الفكر الادبي وهو زين العابدين السنوسي رغم ما تعرض له من مضايقات ومن اضطهاد ذلك انه آمن بأهمية الصحافة وبسلطتها رغم ادراكه لمخاطرها فاخلص لها ووضع فيها كل غال ونفيس دون حساب ودون ان يطلب في ذلك جزاء وقد كان له فضل في التعريف وفي نشر انتاج كل الادباء والمفكرين الذين عاصروه اذ كان صاحب مطبعة «دار العرب» وهو اول من نشر كتابا للطاهر الحداد وهو كتاب «العمال التونسيون» في طبعته الاولى اضافة الى ما نشره لهم في جريدة «البدر» او في كتابه «الادب التونسي في القرن الرابع عشر» او بمجلة «العالم الادبي» التي كان المسؤول وصاحب الامتياز فيها.
ولكن المؤلم انه لم ينل حظه في واقعنا الادبي والفكري والسياسي لا حيا ولا ميتا ولم يحتل المكانة التي كان من المفروض ان تعود إليه وجوبا بل تعرض الى الانتقاد والتنكر ونفيت عنه صفة رائد القصة التونسية ظلما وبقيت آثاره متفرقة منشورة هنا وهناك ولم تخضع في نشرها الى خطة منهجية محكمة تمكّن من ابراز حقيقة الرجل واهمية اعماله اذ كتب في البحث والدراسة ص 28 وفي التراجم ص 29 وفي ادب القصة ص 30 اضافة الى اعمال اخرى متفرقة بالجرائد والمجلات وبعضها لم يجمع ولم يطبع.

أعضاء جماعة تحت السور



مجموعة من المثقفين التونسيين يختلفون في اختصاصاتهم العلمية. هم قدماء العصر كانو قبل الحرب العالمية الثانية يجتمعون في "مقهى تحت السور" بالحي الشعبي المحاذي لـباب سويقة.


مكّنت الجماعة للتونسيين النخبة في عهد الحماية بمختلف توجهاتهم الفكرية من أدباء, شعراء, موسيقين, فنانين, كوميديين... بالالتقاء والتحاور في مختلف المواضيع.
مصطفى امين
عمر الغرايري
عبد الرزاق كرباكة
مصطفى خريف
الهادي العبيدي
زين العابدين السنوسي
محمد التريكي
علي الجندوبي
محمد المرزوقي
محمود بيرم التونسي

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

رائد الأدب الفكاهي بتونس علي الدوعاجي



نبذة مختصرة عن حياة الاديب التونسى علي الدوعاجيولد بحاضرة تونس في 4 جانفي 1909 ، وتوفي بمرض السل بمستشفى الرابطة بتونس في 27 ماي 1949 ، كاتبا وشاعر ورسام كاريكاتوري وزجّال وإعلامي ورائد الأدب الفكاهي بتونس.
كانت أسرته تنتمي للطبقة البرجوازية الصغيرة. غير أنه فقد والده وهو في سن الثالثة  وقد تعلم العربية والفرنسية في المدرسة العرفانية القرآنية ، غير أنه انقطع عن الدارسة وهو في سن الثانية عشرة, وواصل تكوين نفسه بنفسه عن طريق المطالعة، إذ كان يقبل على قراءة الروايات والدواوين الشعرية، كما خالط الأدباء من أمثال زين العابدين السنوسي صاحب مجلة العالم الأدبي  وكان يتردد على المجالس والمقاهي الأدبية، واتصل وأبي القاسم الشابي والطاهر الحداد كما عاشر مطولا القصاص محمد العريبي، والكاتب المسرحي عبد الرزاق كرباكة فنمت ثقافته شيئا فشيئا حتى أصبح من أعلام الأدب التونسي المعاصر بداية من عام 1933.

انتمى علي الدوعاجي إلى جماعة تحت السور الأدبية، إلى جانب عدد كبير من الأدباء والشعراء والصحافيين وغيرهم. وقد أصدر بداية من 30 أوت 1936 جريدة السرور التي عرفت بمقالاتها ورسومها السياسية الساخرة. وقد كتب الدوعاجي القصة القصيرة ونظم أشعاره باللهجة العامية التونسية، كما كان أيضا كاتبا مسرحيا وترك تراثا كبيرا من روايات ومداعبات تعبّر عن الواقع الذي تحياه الطبقات المسحوقة، كما أن علي الدواجي رسم الكاريكاتور .

ألف علي الدوعاجي في مختلف صنوف الأدب:
فقد تجاوز عدد التمثيليات الإذاعية التي ألفها المائة تمثيلية،
وتجاوز عدد لأزجال الخمسمائة  كما ألف العديد من الأغاني التي كان لحنها وأداها عدد من أبرز الموسيقيين والمطربين أمثال محمد التريكي والهادى الجويني والصادق ثريا وصالح الخميسي وحسيبة رشدي وفتحية خيري.

هذا وقد صدرت لعلي الدوعاجي العناوين التالية:
سهرت منه الليالي : وهي مجموعة قصصية، وفي نفس الوقت عنوان لإحدى القصص الواردة فيها، وأشهر قصصها "نزهة رائقة" وقد أعد الطبعة الأولى لمجموعة سهرت منه الليالي عز الدين المدني عام 1968 .
جولة بين حانات البحر المتوسط، وهي عبارة عن رحلة حول بعض المدن المتوسطية، وقد جمعت بعد وفاته ونشرت عام1962
تحت السور، وهي مجموعة النصوص الصحافية التي نشرها الدوعاجي في جريدته السرور

وهذه المؤلفات الثلاثة أصدرها عز الدين المدني بمناسبة الاحتفال بمئوية علي الدوعاجي في كتاب واحد تحت عنوان أعمال علي الدوعاجي في 550 صفحة، وأضاف إليها نصوصا أخرى نثرية وشعيرة تنشر لأول مرة، وقد ضم الكتاب قسما خاصا بالأغاني والأزجال وبلغ عدد الأغاني 49 أغنية  كما ضم رسومات من زمن علي الدوعاجي بعضها بريشة علي الدوعاجي نفسه . أسامة و زياد 9 أساسي
2

الأديب التونسي محمد العريبي


انقطع محمد العريبي (1915-1946) عن الدراسة بجامع الزيتونة دون أن يحصل على شهادة "التحصيل" بعد أن درس في مدرسة فرنسية عربية، وقد جاء انقطاعه عن الدراسة بعد التحاقه بجماعة تحت السور التي عرّفه عليها زعيمها القاص والمسرحي علي الدوعاجي.

ويرجح بعض النقاد أنه أحد الأسباب التي دفعته إلى ترك جامع الزيتونة للبحث عن عمل بأحد المتاجر فقره ويتمه المبكر، بينما يرجح آخرون أن طبيعته البوهيمية هي التي كانت وراء انقطاعه عن التعليم، حيث كان لأجواء الفن والعوالم السرية في حومة (حي) باب سويقة بالعاصمة التونسية مع جماعة تحت السور الأثر الأكبر في اختياراته الحياتية.

لم يستمر العريبي طويلا في عمله ليقتحم عالم الصحافة مع زين العابدين السنوسي أحد زعماء جماعة تحت السور، ويعمل معه في مجلته "العالم الأدبي" وكان يمضي مقالاته باسم "ابن تومرت".

كان العريبي صحفيا بارعا وقلما مقاوما، مما دفع بالمستعمر الفرنسي لاعتقاله بأحداث 9 أبريل/نيسان 1938 وزج به بالسجن. وظلت السلطات الفرنسية تنقله من سجن إلى سجن سبعة أشهر حتى أفرج عنه، وعاد لعالم الصحافة ليترأس تحرير جريدة "الزمان" قبل أن يقتحم الصحافة الإذاعية.

ضاقت البلاد بصاحب الشخصية الجامحة والحالمة، فاستغل علاقته بأحد الضباط الفرنسيين ليسافر إلى أفريقيا والكونغو تحديدا، ويعمل هناك بإذاعة برازافيلا، وهناك كتب العريبي قصصا تعبق بعوالم أفريقية نادرة.

وقبل أن ينزل بفرنسا مر العريبي بالمكان الرحمي الأول لأسرته بالجزائر، لكنه لم يتأقلم جيدا فغادرها بسرعة نحو باريس ليشتغل بالإذاعة هناك، وتعرف على "فالنتين" الفتاة الفرنسية التي عاش معها حياته البوهيمية كما أرادها، تلك الحياة التي أنهت حياته ليلة 25 ديسمبر/كانون الأول 1946منتحرا بالغاز ودفن بمقبرة بوبيني الإسلامية بباريس.

الفنان الهادي الجويني



ولد الهادي الجويني سنة 1909 بتونس، و توفّي في 30 نوفمبر 1990، وبدأ دراسته في "الكتّاب" بحي سيدي المشرف بمنطقة الحجامين بالمدينة العتيقة في تونس، حيث تعلّم ما تيسر من القرآن الكريم. وانتقل إلى مدرسة باب الجديد ثم بفرع المدرسة الصادقية. كان يتعلم في الوقت نفسه العزف على العود، ويحفظ الأغاني القديمة لمشاهير الفنانين العرب.

تعلم الترقيم الموسيقي من عازف الفيولونسيل الإيطالي "بونورا"، ثم التحق بمعهد فرنسي للموسيقى وعمل به معلماً للعود للتلاميذ المبتدئين.

امتازت أول أغانيه بالبساطة وخفة الروح ومنها شيري حبيتك التي أداها في "ديو" مع المطربةشافية رشدي.

التفت إثر ذلك إلى الشعر الأصيل ودرس النغمات التونسية، سعياً منه للنهوض بفن الأغنية التونسية؛ فانضم إلى جماعة تحت السور الشهيرة التي أخذت على نفسها أن ترتقي بالشعر الغنائي. لحّن الهادي الجويني لرواد جماعة تحت السور ومنهم عبد الرزاق كرباكة الهادي العبيدي ومصطفى خريّف،ومحمد العريبي، ومحمد المرزوقي، وعلي الدوعاجي، ومحمود بورقيبة، وغيرهم. ثم انضم إلى جمعية "الرشيدية" ينهل منها الأنغام الأندلسية الأصيلة.

الزعيم صالح بن يوسف


صالح بن يوسف (ميدون، 11 أكتوبر 1907 - فرانكفورت، 11أوت 1961)، هو أحد أبرز قادة الحركة الوطنية التونسية. تولى الأمانة العامة للحزب الحر الدستوري الجديد كما تولى وزارة العدل في حكومة محمد شنيق التفاوضية بين 1950 و1952.

ولد صالح بن يوسف بميدون بجربة في 11 أكتوبر 1907 من أسرة بالغة الثراء. تعلم مبادئ االقراءة و الكتابة في كتاب القرية (جامع حاضر باش )و لما بلغ الثامنة من عمره أرسله جده إلى العاصمة ليتعلم في المدارس العصرية فتحصل على الشهادة الابتدائية في مدرسة نهج التريبينال ثم التحق بمعهد كارنو و بما انه لم يكن للغة العربية نصيب هام في ذلك المعهد انتدب له والده أحد شيوخ الزيتونة المتضلعين في اللغة فتكون على يده. و كان في الان نفسه يتابع الدروس الليليةفي مدرسة العطارين فنال من تلك المدرسة المؤهل العربي (le brevet d'arabe)ثم نال الديبلوم العالي العربي (le diplome superieur d'arabe) ومن معهد كارنو الباكلوريا سنة 1930.

التحق بفرنسا لمواصلة تعليمه في السربون فحصل على الاجازة في الحقوق و العلوم السياسية سنة 1933. وعاد إلى تونس في صائفة 1934 ليفتح مكتب محاماة جعله مقرا لنشاطه الوطني و التحق مباشرة بصفوف الحزب الحر الجديد و احتل فيه المراتب الاولى فكان يحضر اجتماعات الديوان السياسي و الهيئة السياسية دون ان يكون عضوا فيهما . نما وعيه منذ حداثة سنه فكان يتابع ما يصدر مثلما هو الحال بالنسبة للمهدي بن بركة في المغرب، يمثل اغتيال الزعيم التونسي الكبير صالح بن يوسف في مدينة فرانكفورت الألمانية يوم 11 أغسطس (آب) 1961، علامة سوداء في تاريخ تونس الحديث. إذ ان هذا الرجل كان مناضلاً وطنياً مخلصاً خدم القضية التونسية بحماس وشجاعة وتفان وفي سبيلها ضحّى بالغالي والثمين.

عبّر
الزعيم صالح بن يوسف من مقره بسويسرا عن معارضته التامة لاتفاقيات الاستقلال الداخلي التونسية الفرنسية سنة 1955 متهما بورقيبة بـ «الخيانة الوطنية»، وحاثّا المقاومين على مواصلة الكفاح المسلح من أجل الحصول على الاستقلال التام لا بالنسبة لتونس فحسب، وإنما لجميع البلدان المغاربية.‬

الطيب المهيري أول وزير داخلية فى تونس




الطيب المهيري، ولد في 27 جويلية 1924 وتوفي في 29 جوان 1965 بتونس، سياسي تونسي، تقلد حقيبة وزارة الداخلية.درس بفرنسا وأحرز على شهادة الحقوق، وأصبح محاميا. هو أول وزير لداخلية في عهد الاستقلال، وقد قام بمواجهة الموالين لأنصار الزعيم صالح بن يوسف، كما يعتقد أنه على علم باغتيال بن يوسف في فرنكفورت بألمانيا في اوت1961. صدر في عهده قانون الجمعيات الذي اعتبر مناقضا للدستور بخصوص حرية تأسيس الجمعيات.

السياسي التونسي الاستاذ الشاذلي القليبي



الشاذلي القليبي اول وزير ثقافة في تونس المستقلة(ولد في 6 سبتمبر، 1925) سياسي تونسي شغل منصب أمين جامعة الدول العربية العام بين1979 و1990، عندما كان مقرها تونس بعد اتفاقية كامب ديفيد، استقال خلال الحشد الأمريكي على العراق1990 - 1991 قبيل حرب الخليج الثانية لاعتراضه على الحرب الأجنبية للعراق. كانت عشريته حافلة بالأحداث العربية والقضايا الإقليمية، فكان دومًا ينادي من منبره بأن يُفعل العرب بإرادتهم مؤسسات العمل العربي المشترك.
ومن أبرز هذه الأحداث في عهده تكوين لجان لتنقية الأجواء العربية، بحث الوضع في القرن الأفريقي وجنوب أفريقيا، ودعم التعاون العربي الأفريقي، وإدانة الإرهاب الدولي وفي مقدمته الإرهاب اليهودي داخل الأراضي العربية المحتلة وخارجها، والسعي لتحقيق الأمن القومي العربي، وتنقية العلاقات العربية، والمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، والمقاطعة العربية لإسرائيل، ودعم الانتفاضة الفلسطينية، والترحيب بقيام الجمهورية اليمنية، والهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطرها على الأمن القومي العربي.

الديبلوماسي التونسي المنجي سليم


وُلد المرحوم المنجي سليم يوم 15 سبتمبر 1918 بتونس العاصمة من عائلة عريقة في النضال، مخلصة للوطن، وتعلم بالمدارس الابتدائية ثم بالمعهد الصادقي ومعهد كارنو بالعاصمة فنال الباكالوريا، ثم انتقل الى باريس وزاول الدراسة الجامعية في الرياضيات، وفي الحقوق، حيث أحرز على الاجازة في القانون، ولكن إقامته بباريس لم تكن للدراسة فحسب، بل إنه انخرط في العمل السياسي النضالي عبر النشاط الطالبي، فكان من مؤسسي جمعية الطلبة المسلمين لشمال افريقيا، واجتهد في عقد مؤتمر تلك الجمعية، وتم ذلك سنة 1931 بتونس.
وما إن عاد المرحوم المنجي سليم الى أرض الوطن محاميا عن قضايا الحرفاء، حتى فكر أن يكون أولا وقبل كل شيء محاميا عن شعب بأسره شعب مضطهد مظلوم مهمش، يقاسي ويلات الاستعمار، ويذوق مرارة القهر والاقصاء والتعدي على الهوية والحرية، فانخرط في صفوف الحزب الحر الدستوري التونسي، حتى أصبح كاتبا قارا للمجلس الملي.
وأول عمل للزعيم الراحل المنجي سليم، من أجل الوطن والدفاع عنه، كان يوم 8 أفريل 1938 عندما قاد المظاهرة الكبيرة التي احتشدت أمام الاقامة العامة لفرنسا بتونس العاصمة، للمطالبة ببرلمان تونسي، فألقي عليه القبض، وزج به في السجن وأبعد الى الجنوب بسجن «جلال» من ولاية مدنين ثم نقلوه الى مرسيليا، منفيا، وظل سجينا هناك، حتى أطلق سراحه سنة 1943، إبان انتصار المحور على الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
وما إن عاد الى أرض الوطن حتى استأنف نضاله السياسي، واضطلع بمهمة مدير للحزب، وظل الزعيم المنجي سليم على اتصال بالشعب وخلاياها، وبالمناضلين في كامل ربوع الوطن، يحثهم على توسيع النضال الحزبي عن طريق تكوين الشعب والخلايا، سرا وعلانية! وبذلك استحق عن جدارة ثقة المناضلين الدستوريين بأن انتخب عضوا بالديوان السياسي، سنة 1948 في مؤتمر الحزب الذي انعقد بدار سليم منزل عائلته المناضلة، وتواصل نشاط الزعيم الراحل الذي كان من أبرز المساهمين في تكوين خلايا المقاومة السرية ضد الاستعمار، التي انطلقت اثر اندلاع الثورة الحاسمة في 18 جانفي 1952 وقد زج به في السجن ثانية مع أبرز قادة الحزب وأبعد من جديد الى مدنين، ثم الى جربة رفقة المرحوم الشهيد الهادي شاكر، وبقي تحت الاقامة الجبرية حتى شهر جانفي 1954، ثم نقل الى العاصمة وظل كذلك مقيما تحت الرقابة الى شهر أوت من نفس السنة، وقد كانت آنذاك فترة حساسة من تاريخ الحركة الوطنية التونسية من أجل الحصول على الاستقلال، فكان الزعيم المنجي سليم أحد أعضاء الوفد التونسي التفاوضي مع السلطات الفرنسية، بفرنسا، مع سلطات باريس، وأحد الوزراء الأوائل في فترة الاستقلال الداخلي سنة 1955، وذلك تمهيدا لنيل البلاد استقلالها التام في يوم 20 مارس 1956، وقد كان المرحوم دائما وفيا للحزب ولرئيسه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وهو ما جعله يعينه وزير دولة في أول حكومة الاستقلال، وكأن فكر الزعيم المنجي السليم السياسي وحنكته الدبلوماسية أهلته ليلعب أدوارا عالمية، بعد الدور الوطني داخل البلاد، فعينه الزعيم بورقيبة أول سفير لتونس بواشنطن لدى دولة الولايات المتحدة الأمريكية، ومندوبا قارا بمنظمة الأمم المتحدة.
وقبل أن يضطلع بمهامه الجديدة، وبينما كان يهم بمغادرة البلاد، يوم 14 أوت 1956، عبر عن محبته لرفقاء الكفاح واثقا في أنهم جميعا سيحافظون على وحدة الوطن التي مكنتهم من الانتصار على المستعمر الفرنسي، وأنهم في الطريق الصحيح الذي رسموه في عهد الكفاح بقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
أما نشاطه الدبلوماسي فكان مرموقا، برهن بكل جدارة عن مواهب فذة وذكاء خارق للعادة، بحيث كان مهندس الدبلوماسية التونسية باظهار وجهة نظر بلادنا في كل القضايا على وجهها الحقيقي منها الغارة الفرنسية على ساقية سيدي يوسف صباح يوم 8 فيفري 1958 أو قضية الجلاء عن بنزرت في جويلية ـ أوت 1961، وقد انتخب في سبتمبر 1957 نائبا لرئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وفي شهر أكتوبر سنة 1958، وكان وراء انتخاب تونس عضوا بمجلس الأمن. ومن نشاطه الدبلوماسي الدولي، اسهامه البارز في حل مشكلة الكونغو ومشكل الجزائر الشقيقة قبل حصولها على الاستقلال والسويس، والمجر، وهي قضايا دولية كانت شائكة، تطلبت كافة مراحلها ذكاء وحنكة في فضها مع أبرز الدبلوماسيين والسياسيين في العالم.

التسميات

الفن والثقافة (32) السياسة (31) الرياضة (22) الفن (18) الثقافة والسياسة (17) الثقافة (14) المسرح التونسي (12) الحبيب بورقيبة (7) الموسيقى التونسية (6) جماعة تحت السور (4) زين العابدين بن علي (4) محمد مزالي (4) Culture (3) acteur (3) الاغنية التونسية (3) المخابرات التونسية (3) رجل أعمال تونسي (3) شخصيات (3) صالح بن يوسف (3) فن المزود (3) فنان تونسي (3) ليلى الطرابلسي (3) مناضل تونسي (3) Rafik Abdessalem (2) biographie (2) الأمين النهدي (2) التلفزيون والمسرح (2) الجمعية الخلدونية (2) السياسة والرياضة (2) السينما التونسية (2) الطرق الصوفية (2) المدرسة الرشيدية (2) المدرسة الصادقية (2) المسرح التونسى (2) المنصف باي (2) بريكة و ضحيكة (2) تاريخ تونس (2) حركة الشباب التونسي (2) حنبعل (2) راشد الغنوشي (2) زبير التركي (2) سليم الرياحي (2) سياسي تونسي (2) صحفي تونسي (2) صحفي ومذيع تونسي (2) فريد بوغدير (2) فنانة ومطربة تونسية (2) كمال التواتي (2) نجيب الخطاب (2) وسيلة بن عمار (2) Actualités (1) Charlie Chaplin (1) Comedy (1) Comique (1) Comédienne (1) Couscous (1) Dhafer El Abidine (1) Ettounsiya (1) Evénements (1) George Adda (1) Hédi Semlali (1) Juifs tunisiens (1) Kamel Ben Ouanès (1) La Rachidia (1) Labess (1) Le Caire (1) Londres (1) Mahmoud Larnaout (1) Mariinski (1) Mohamed Haddad (1) Monder critique le salafisme (1) Mondher jéridi (1) Musique tunisienne (1) Olfa Riahi (1) Oscar (1) Russie (1) Saint-Pétersbourg (1) Salah Khémissi (1) Sami Fehri (1) acteur tunisien (1) animateur (1) blague (1) chanteur tunisien (1) cinéma (1) compositeur (1) critique (1) festivals (1) hedi ben baballah (1) historien tunisien. (1) homme politique tunisien (1) interview (1) journal sarih (1) journaliste tunisien (1) olfa riahi (1) opéra (1) police tunisiens (1) poète (1) réalisateur tunisien (1) sainte tunisienne (1) théâtre (1) tunisien (1) universitaire (1) écrivaine tunisienne (1) آل باتشينو (1) أحمد التلّيسي (1) أحمد العربي الصوري (1) أحمد بن صالح (1) أحمد بن عروس (1) أخبار اليوم (1) أدباء (1) أديب تونسي (1) ألبير ميمي (1) إرهابيي (1) إعلامي تونسي (1) ابو القاسم الشابي (1) اسرار و خبايا (1) اغتيال شكرى بلعيد (1) الأمين النهدي. بطيخ الثورة (1) الاغنية الفكاهيةةالساحة الفنية التونسية (1) الباجي قائد السبسي (1) البشير زرق العيون (1) الجزائ (1) الجهاد في سوريا (1) الحركة الإسلامية (1) الحسين بن علي (1) الحسينيين (1) الرقيب الأول (1) الرومان (1) الزيتونة (1) السرياطي (1) السيدة علياء (1) السيرة الذاتية (1) الشباب السلفي (1) الصادق ثريا (1) الطاهر بلخوجة (1) الطيب المهيري (1) الفاضل الجعايبي (1) الفن التشكيلي التونسي (1) الفن الشعبي (1) الفن والثقافة والسياسة (1) الفنان المنذر الجريدي (1) الفنان منذر الجريدي (1) الفَلاّڤَة (1) القاهرة (1) القصرين (1) الكاميرا الخفية (1) المالوف والموشحات (1) المسرح والسينما في تونس (1) المسرحية (1) المسرحية الكوميدية السياسيةفهمتكم...مشاهدة طيبة للجميع. (1) المنتج طارق بن عمار (1) الموسيقيين التونسيين (1) اليد الحمراء (1) اليد السوداء (1) اليهود التونسيين (1) انتحار (1) انتفاضة الخبز (1) بايات تونس (1) بن علي (1) بورقيبة (1) تاريخ (1) تونسي يهودي (1) ثورة تونس (1) ثوري تونسي (1) جامعة الزيتونة (1) جريدة الحاضرة (1) جلبار نقاش (1) جمعيات ومنظمات تونسية (1) جندوبة والقصرين (1) حبيبة مسيكة (1) حكم البايات (1) حمادي العقربي (1) حوادث «الترام» (1) حوار خاص (1) خليفة السطنبولي (1) ذكرى محمد (1) رؤوف بن يغلان (1) رئيس للجمهورية التونسية (1) رجال اعمال تونس (1) رجال الاعمال (1) رجل اعمال (1) رجل عرفه الشارع التونسي (1) رسام ونحات تونسي (1) رشيد صفر (1) رضا القلعي (1) رمز تاريخى (1) روبير دينير (1) سالم بوحاجب (1) سامي الفهري (1) سفاح نابل (1) سلمى بكار (1) سيدى مُحْرِز (1) سينمائي تونسي (1) سِلفان شالوم (1) شبيلة راشد (1) شعراء (1) شكري بلعيد (1) صاحب الطابع (1) صالح الخميسي (1) صالح الفرزيط (1) صباط الظلام (1) طارق ذياب (1) عالم تونسي (1) عبد السلام الأسمر (1) عبد الفتاح مورو (1) عبد الله الجليدي (1) عبد الوهاب بن عياد (1) عبدالله القلال (1) عداء تونسي (1) عمار فرحات (1) فرانسيس فورد كوبولا (1) فرحات حشاد (1) فسا (1) فنان وملحن تونسي (1) فنانين (1) فيلم تونسي (1) قرطاج (1) كاميرا Fachée (1) كمال لطايف (1) كوثر الباردي (1) كوميديين (1) لاعب دولي تونسي (1) للفاضل الجزيري (1) لمين النهدي (1) ليلى الطرابلسى (1) مادونا (1) ماسينيسا (1) محرقة يهود تونس (1) محسن الشريف (1) محمد الجلاصي (1) محمد الجموسي (1) محمد الصياح (1) محمد العزيز بوعتور (1) محمد علي عقيد (1) مخرج سينمائي تونسي (1) مذيعة تونسية (1) مسرحيات المونودراما (1) مشاهير الفن التونسي (1) مشاهير اليهود التونسيين (1) مشاهير تونس (1) مصادر أمنية وعسكرية مصرية (1) مصر (1) مصطفى خريف (1) مصطفى قتال الصيدة (1) مطرب (1) مطربة (1) مقاطع الفيديو (1) ممثل تونسي (1) ممثل كوميدي تونسي (1) ممثلة تونسية (1) مناضل اليساري (1) مندر الجريدى (1) منذر الجريدي (1) منى نور الدين (1) مهدي مبروك (1) مواهب مندر الجريدى (1) موروث شعبي (1) موسيقار (1) موسيقين (1) ميشيل بوجناح (1) نصرالدين السهيلي (1) نور الدين بن عياد (1) نوميديا (1) هشام سلام.مندر الجريدى (1) هناء راشد - السيرة الذاتية (1) هند صبري (1) وليلى الطرابلسي (1) يهودي تونسي (1)

أرشيف المدونة الإلكترونية

اضف تعليقك.. واترك بصمتك

البحث في هذا الموقع