إن محسن الشريف ربما كان في غير وعيه أي أنه سكران أو ما شابه، وقيل أيضاً إن الأجر
المغري جداً الذي تقاضاه في الحفل هو الذي أفقده وعيه، فأخذ يصرخ هاتفاً بحياة رئيس
وزراء إسرائيل. والمؤكّد أن محسن الشريف ـ حتى وإن كان فاقداً لوعيه أو منتشياً ـ كان
يظنّ أن المسألة ستبقى سراً ولن يسمع بها أحد غير من حضر الحفل من الإسرائيليين، ولكن
تمّ تسريب اللقطات. وتبقى أسئلة كثيرة بلا جواب: من سرّب هذه اللقطات؟ ما هو هدفه؟
ولماذا في هذا التوقيت بالذات في حين أن الحدث حصل ـ حسب بعض المصادر ـ منذ حوالي عامين؟
الحقيقة أن
المفاجأة كانت مذهلة للتونسيين لأن أكثرهم لم يكن يعلم أن فنانين تونسيين يذهبون إلى
اسرائيل ويغنون فيها في حفلات خاصة ويقبضون أجوراً مغرية بالشيكل الإسرائيلي والدولار
الأميركي واليورو أيضاً. ويبدو أن بعض المطربين التونسيين يتردّدون على إسرائيل لإقامة
حفلات خاصّة لأثرياء يهود إسرائيليين من أصول تونسيّة، وتظهر لقطات من الفيديو مطربين
تونسيين وهم يراقصون «العجائز الإسرائيليّات» في تناغم وانسجام، في حفل غنائي. وكان
أحد الأسرائيليين «ينقّط» بورقات نقدية على وجه نور الدين الكحلاوي وجبينه.
وقد اشتهر
محسن الشريف بأداء أغاني «الشيخ العفريت» واسمه الحقيقي هو إيسران إسرائيل روزيو وهو
مطرب يهودي تونسي عاش ومات في تونس (1897 ـ 1939) وتذاع أغانيه إلى اليوم ويحبها الجمهور
التونسي. وليهود تونس تراث فني كبير، فأشهر أغنية أعراس والمعروفة في تونس باسم «التعليلة»
هي للفنان اليهودي التونسي رؤول جورنو والتي قلّ وندر أن تزف أي فتاة في تونس بدونها،
وعند وفاته منذ أعوام قليلة في فرنسا نعاه التلفزيون التونسي في النشرة الرئيسية للأخبار.
ومن أشهر القصص التي توارثها التونسيون قصة المغنية اليهودية التونسية حبيبة مسيكة
والتي كانت آية في الجمال وقد أحرقها يهودي كان متعلقاً بها ـ وهي في ربيع عمرها ـ
لرفضها الإقتران به وتمّ إنجاز شريط سينمائي تونسي من إخراج سلمى بكار يروي سيرة هذه
المغنية الشهيرة. ومحسن الشريف تخصّص في أداء أغاني المطرب اليهودي التونسي «الشيخ
العفريت»، وهذا هو مدخله لدى اليهود الإسرائيليين من أصول تونسية الذين وبعد هجرتهم
من تونس إلى فرنسا أو إسرائيل بقوا يحنّون إلى الأجواء التي نشأوا وترعرعوا فيها. وقيل
إن محسن الشريف كثير التردّد على إسرائيل وحتى لا يفتضح أمره وأمر من لفّ لفّه، فإنه
لا تختم جوازات سفرهم بما يشير إلى دخولهم إسرائيل التي يصلون إليها عبر عواصم أوروبية.
سار خبر نداء
محسن الشريف بحياة بنيامين نتنياهو كالنار في الهشيم وأحدث صدمة لدى التونسيين، تحوّلت
بسرعة إلى غضب واستنكار، وذهب البعض إلى حدّ المطالبة بسحب الجنسية التونسية منه وامثاله
ممّن ظهروا وهم يغنون في نفس المناسبة أو في مناسبات أخرى. فقد أظهر فيديو على «الفايس
بوك» المطرب سليم البكّوش يغنّي في «الغريبة» وهو مزار يقع بجزيرة «جربة» التونسية
ويزوره اليهود كل عام، كما ظهر المطرب الشعبي نور الدّين الكحلاوي والمطرب عبد الوهاب
الحنّاشي والعازف البشير السالمي. وطالب آلاف التونسيين عبر صفحات خاصّة انشأوها على
موقع «الفيس بوك» بمحاكمة محسن الشريف ومن معه.
ومحسن الشريف
الذي وصف أحد المعلّقين التونسيين هتافه بحياة نتنياهو بالهتاف «الوضيع»، هو فنان من
درجة ثالثة وربّما رابعة يغنّي في الأعراس ويسترزق من الحفلات الخاصّة، وهو ليس فناناً
معروفاً ولا يملك رصيداً غنائياً خاصاً به، إنما هو يردّد أغاني غيره وخاصة أغاني اليهودي
«الشيخ العفريت»، بل العديد من التونسيين لم يكن يعرف محسن الشريف أصلاً، رغم أنه ظهر
أحياناً في بعض المنوّعات التلفزيونية، كما شارك في أدوار ثانوية في بعض المسلسلات
التلفزيونية، وكان كثيراً ما ينشر في الصحف اليوميّة إعلاناً مرفقاً بصورته ورقم هاتفه
للدعاية لنفسه كمطرب أعراس.
ولأن ربّ
عذرٍ أقبح من ذنب، فقد أعلن محسن الشريف الذي اختفى وأغلق هاتفه ولازم الصمت المطبق
على موقعه في «الفايس بوك»، بأنه لم يكن يعرف من هو بنيامين نتنياهو. وقد عبّر العديد
من المطربين التونسيين عن استيائهم ممّا أتاه محسن الشريف. ووصفت المطربة نبيهة كراولي
تصرّفه بأنه تصرّف غير واعٍ. واستنكرت بعض النقابات ما أقدم عليه الفنانون الذين ظهروا
في اللقطات واعتبروه جرماً في حق دماء أطفال فلسطين وخيانة للتونسيين الذين استشهدوا
على أرض فلسطين وتعدّياً على المشاعر الوطنية والقومية لكل العرب، وتضمّنت العديد من
البيانات المماثلة دعوة إلى التشهير بالمطربين الذين غنّوا في إسرائيل ومقاطعتهم ومحاسبتهم
ومحاسبة من يسّر لهم السفر. كما أدان الأمين العام لنقابة الفنانين التونسيين ما أسماه
بالتطبيع الثقافي والفني مع إسرائيل، وطالب الشعب التونسي بأن يقاطع الفنانين الذين
يذهبون إلى اسرائيل كموقف شعبي رادع.
المغري جداً الذي تقاضاه في الحفل هو الذي أفقده وعيه، فأخذ يصرخ هاتفاً بحياة رئيس
وزراء إسرائيل. والمؤكّد أن محسن الشريف ـ حتى وإن كان فاقداً لوعيه أو منتشياً ـ كان
يظنّ أن المسألة ستبقى سراً ولن يسمع بها أحد غير من حضر الحفل من الإسرائيليين، ولكن
تمّ تسريب اللقطات. وتبقى أسئلة كثيرة بلا جواب: من سرّب هذه اللقطات؟ ما هو هدفه؟
ولماذا في هذا التوقيت بالذات في حين أن الحدث حصل ـ حسب بعض المصادر ـ منذ حوالي عامين؟
الحقيقة أن
المفاجأة كانت مذهلة للتونسيين لأن أكثرهم لم يكن يعلم أن فنانين تونسيين يذهبون إلى
اسرائيل ويغنون فيها في حفلات خاصة ويقبضون أجوراً مغرية بالشيكل الإسرائيلي والدولار
الأميركي واليورو أيضاً. ويبدو أن بعض المطربين التونسيين يتردّدون على إسرائيل لإقامة
حفلات خاصّة لأثرياء يهود إسرائيليين من أصول تونسيّة، وتظهر لقطات من الفيديو مطربين
تونسيين وهم يراقصون «العجائز الإسرائيليّات» في تناغم وانسجام، في حفل غنائي. وكان
أحد الأسرائيليين «ينقّط» بورقات نقدية على وجه نور الدين الكحلاوي وجبينه.
وقد اشتهر
محسن الشريف بأداء أغاني «الشيخ العفريت» واسمه الحقيقي هو إيسران إسرائيل روزيو وهو
مطرب يهودي تونسي عاش ومات في تونس (1897 ـ 1939) وتذاع أغانيه إلى اليوم ويحبها الجمهور
التونسي. وليهود تونس تراث فني كبير، فأشهر أغنية أعراس والمعروفة في تونس باسم «التعليلة»
هي للفنان اليهودي التونسي رؤول جورنو والتي قلّ وندر أن تزف أي فتاة في تونس بدونها،
وعند وفاته منذ أعوام قليلة في فرنسا نعاه التلفزيون التونسي في النشرة الرئيسية للأخبار.
ومن أشهر القصص التي توارثها التونسيون قصة المغنية اليهودية التونسية حبيبة مسيكة
والتي كانت آية في الجمال وقد أحرقها يهودي كان متعلقاً بها ـ وهي في ربيع عمرها ـ
لرفضها الإقتران به وتمّ إنجاز شريط سينمائي تونسي من إخراج سلمى بكار يروي سيرة هذه
المغنية الشهيرة. ومحسن الشريف تخصّص في أداء أغاني المطرب اليهودي التونسي «الشيخ
العفريت»، وهذا هو مدخله لدى اليهود الإسرائيليين من أصول تونسية الذين وبعد هجرتهم
من تونس إلى فرنسا أو إسرائيل بقوا يحنّون إلى الأجواء التي نشأوا وترعرعوا فيها. وقيل
إن محسن الشريف كثير التردّد على إسرائيل وحتى لا يفتضح أمره وأمر من لفّ لفّه، فإنه
لا تختم جوازات سفرهم بما يشير إلى دخولهم إسرائيل التي يصلون إليها عبر عواصم أوروبية.
سار خبر نداء
محسن الشريف بحياة بنيامين نتنياهو كالنار في الهشيم وأحدث صدمة لدى التونسيين، تحوّلت
بسرعة إلى غضب واستنكار، وذهب البعض إلى حدّ المطالبة بسحب الجنسية التونسية منه وامثاله
ممّن ظهروا وهم يغنون في نفس المناسبة أو في مناسبات أخرى. فقد أظهر فيديو على «الفايس
بوك» المطرب سليم البكّوش يغنّي في «الغريبة» وهو مزار يقع بجزيرة «جربة» التونسية
ويزوره اليهود كل عام، كما ظهر المطرب الشعبي نور الدّين الكحلاوي والمطرب عبد الوهاب
الحنّاشي والعازف البشير السالمي. وطالب آلاف التونسيين عبر صفحات خاصّة انشأوها على
موقع «الفيس بوك» بمحاكمة محسن الشريف ومن معه.
ومحسن الشريف
الذي وصف أحد المعلّقين التونسيين هتافه بحياة نتنياهو بالهتاف «الوضيع»، هو فنان من
درجة ثالثة وربّما رابعة يغنّي في الأعراس ويسترزق من الحفلات الخاصّة، وهو ليس فناناً
معروفاً ولا يملك رصيداً غنائياً خاصاً به، إنما هو يردّد أغاني غيره وخاصة أغاني اليهودي
«الشيخ العفريت»، بل العديد من التونسيين لم يكن يعرف محسن الشريف أصلاً، رغم أنه ظهر
أحياناً في بعض المنوّعات التلفزيونية، كما شارك في أدوار ثانوية في بعض المسلسلات
التلفزيونية، وكان كثيراً ما ينشر في الصحف اليوميّة إعلاناً مرفقاً بصورته ورقم هاتفه
للدعاية لنفسه كمطرب أعراس.
ولأن ربّ
عذرٍ أقبح من ذنب، فقد أعلن محسن الشريف الذي اختفى وأغلق هاتفه ولازم الصمت المطبق
على موقعه في «الفايس بوك»، بأنه لم يكن يعرف من هو بنيامين نتنياهو. وقد عبّر العديد
من المطربين التونسيين عن استيائهم ممّا أتاه محسن الشريف. ووصفت المطربة نبيهة كراولي
تصرّفه بأنه تصرّف غير واعٍ. واستنكرت بعض النقابات ما أقدم عليه الفنانون الذين ظهروا
في اللقطات واعتبروه جرماً في حق دماء أطفال فلسطين وخيانة للتونسيين الذين استشهدوا
على أرض فلسطين وتعدّياً على المشاعر الوطنية والقومية لكل العرب، وتضمّنت العديد من
البيانات المماثلة دعوة إلى التشهير بالمطربين الذين غنّوا في إسرائيل ومقاطعتهم ومحاسبتهم
ومحاسبة من يسّر لهم السفر. كما أدان الأمين العام لنقابة الفنانين التونسيين ما أسماه
بالتطبيع الثقافي والفني مع إسرائيل، وطالب الشعب التونسي بأن يقاطع الفنانين الذين
يذهبون إلى اسرائيل كموقف شعبي رادع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اضف تعليقك.. واترك بصمتك