هو محمد العزيز بن محمد الطيب بن الوزير محمد بوعتور المولود سنة 1825م بتونس العاصمة يرجع أصل سلفه من جهة صفاقس فهذا اللقب موجود بكثرة في تلك الربوع ويتصل فيه الشريف بالشيخ عبد الكافي بوعتور العثماني من ذرية سيدنا عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنه وعنهم أجمعين.
حفظ الشيخ محمد العزيز بوعتور رحمه الله القرآن الكريم في بداية حياته وبعد مزاولته لتعليمه الابتدائي التحق عام 1839م بجامع الزيتونة أين تلقى علوم العربية وعلوم الشريعة من علماء أجلاّء أمثال سيدي ابراهيم الرياحي... ومحمد الشاذلي بن صالح ومحمد الطاهر بن عاشور الأول.. «ليس صاحب التحرير والتنوير».
والواقف على مسيرة هذا العالم الأبي والوزير يلاحظ أنه نذر حياته للعلم والمعرفة لكن القدر شاء أن يكون كاتبا للدواوين لما تميز به من قدرة على النشر والنظم تأسيا بجده الأعلى الكاتب الشاعر الوزير أيضا الشيخ محمد بوعتور الذي كتب للحسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية...
وقد قال فيه أحمد ابن أبي ضياف استطرادا في ترجمة جدة محمد الطيب بوعتور «وأعقب أبناء الممتطى بعضهم صهوة الكتابة وحفيده الآن هو شمس ضحاها.. وقطب رجاها، ورئاستها مع الوزارة طوع بنانه لو حظي بإعانة من طبع زمانه».
تقلد الشيخ محمد العزيز بوعتور مناصب عديدة منها وزارة المال سنة 1860م حين آل الأمر إلى المشير الثاني محمد باشا تم اختياره عضوا بالمجلس الأكبر الذي استحدثه قانون عهد الأمان.. وقد كانت لمحمد العزيز بوعتور علاقة كبيرة مع خير الدين باشا رائد الإصلاح بالبلاد التونسية خاصة في الأعمال الإدارية والتحريرات الديوانية والدولية والمسائل الشرعية المختلفة...
ثم عين بعد ذلك على رأس الوزارة الكبرى سنة 1883م أيام الأمير علي باشا وقد كان مترجما متضلعا في العلوم الشرعية واللغوية بين أعضاء الحكومة والمحكمة الشرعية العليا... إذ كان له البت في جميع القضايا لما تتباين المواقف...
وعن سن تناهز 92 عاما توفي الكاتب والوزير محمد العزيز بوعتور سنة 1907 حيث ترك العديد من المقالات والرسائل مبثوثة في الدواوين لعل أهمها وأدقها تصويرا لعصره رسالته التي تناول فيها قانون عهد الأمان بالشرح والتحليل وعلق عليه تحويرات أصولية...