المكان الذي كان يعذب فيه معارضوا النظام البورقيبى
|
في بيت قديم بـ «صباط الظلام» ، بنهج الباشا، بقلب المدينة العتيقة بالعاصمة، اخضع العديد من أنصار صالح بن يوسف إلى عمليات تعذيب وحشية قضى البعض منهم بسببها.
أكد السيد أحمد بن محمد بن امبارك بن نصير (شهر أحمد التلّيسي) أن كل ما قيل عن «صباط الظلام» عار من الصحة وقال في معرض شهادته التاريخية على منبر مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات أمس السبت «أتحدّى أيّا كان من السياسيين والمؤرخين أنّ يقدّموا اسما وحيدا لشخص تمّ قتله في «صباط الظلام».
ونفى المتحدث في شهادته أي دور لحسين العيّادي في فتح «صباط الظلام» وقال ان الرجل كان أول من اكتشف مؤامرة 1962 قبل حتى المخابرات والأمن وأكد التليسي ان «شعبة الديورات» هي التي فتحت «صباط الظلام» وكان من بينهم سعيد كعبورة وعلي ورق والطيب السحباني.
نعم عذّبت اليوسفيين
ولم ينف المتحدث وجود حالات تعذيب في «صباط الظلام» ولكن تم رفع ملفات كل الموقوفين الى المحكمة، وقال انه لم يقع جلب أي من الطلبة الزيتونيين بصفتهم تلك الى «صباط الظلام» الا من كان من اليوسفيين.
وأضاف التليسي «كنت أنا رئيس مركز يضمّ يوسفيين بـ»بير الطرّاز» (رادس) وكان في عهدتي 3 من اليوسفيين هم: محمد الزراع وعبد الستار بن الهاني ومحسن قديش وتم تقديمهم للمحاكمة بعد استكمال الابحاث معهم.
واعترف التليسي بجرأة كبيرة: «نعم أنا كنت من الناس الذين عذبوا اليوسفيين».
وحول أسباب ذلك قال: «هم كذلك حاولوا قتلي... وخططوا 10 مرات لاغتيالي... وحسن العيادي كذلك أعطى تعليماته باغتيالي لأنني بعت أسراره!! وخنت أمانته... وله الحق في ذلك!!!».
وتحدث التليسي مطولا عن الصراع البورقيبي اليوسفي وقال ان من أكبر أخطاء صالح بن يوسف أنه واجه بورقيبة وفرنسا ما تزال في تونس بالاضافة الى ارتمائه في أحضان القومية العربية.
أسلحة مصرية لليوسفيين
وأكد المتحدث حصول اليوسفيين على السلاح من مصر وقال انه استعمل في عمليات اغتيال وتصفية وقال انه عثر شخصيا على أسلحة مصرية جديدة لدى كل من عبد الوهاب البدوي وعلي بن البشير حاولوا بها قتله هو، كما أنهما بعثا عصابة في الوطن القبلي وقتلوا 3 أشخاص في سليمان.
وقال التليسي إنه عند بدء الخلاف البورقيبي اليوسفي لم يكن في العاصمة أي شخص بورقيبي وكانت كل الولاءات للأمانة العامة وعندما فرغ مقر الديوان السياسي جاء جماعة قصر هلال وبدأوا في العمل وهم من قتلوا علي اسماعيل السائق الشخصي لصالح بن يوسف.
وتحدث صاحب الشهادة عن مظاهر للتخويف والتهديد لليوسفيين منها مسألة «صباط الظلام» للترهيب وكذلك رسائل تهديد شديدة اللهجة تحت امضاء «اليد السوداء» وقد كتب هو شخصيا العديد منها.
وقال ان حسن العيادي اصبح زعيما لما جاءت اليوسفية وبدأت صراعها ضد اتفاقيات الحكم الذاتي وبعد قدوم مونداس فرانس.
وتحدث صاحب الشهادة مطولا عن سيرة الشيخ حسن العيادي ووطنيته الكبيرة وقال ان له مكاسب عديدة للدولة والمجتمع وكان من القادة الكبار في المقاومة وجاء الى تونس هارب من ملاحقة الفرنسيين له في جهة جبنيانة وكان يلاحقه علي بن البشير لفائدة الفرنسيين وكان الشيخ العيادي كتوما جدا. وتحدث التليسي عن المنجي سليم والطيب المهيري وقال انهما من كسّرا شوكة الشيخ العيادي وفي هذا الصدد، قال صاحب الشهادة: المنجي سليم كان يطلب الهدوء... ولكن حسن العيادي رفض ذلك وبتعليمات من بورقيبة مؤكدة...
سطو لتمويل المقاومة
وقال لقد تم تضييق الخناق عليه حتى على مستوى التمويل فاضطر الى تنظيم عملية سطو على خزينة معمل السميد بشارع الجمهورية، وكثرت العمليات ولم يكن المنجي سليم راضيا والعيادي كان يتلقى تعليماته من بورقيبة عن طريق وسيلة وسعيدة وكانت هناك ضربات كبيرة ضد المستعمر والخونة وعندها قرر المنجي سليم التخلص من الشيخ العيادي. وكانت هناك حرب بين مختار عطية (المنجي سليم واللجنة التنفيذية) وحسن العيادي (بورقيبة).
ولما دخل السجن بعث العيادي لصاحب الشهادة موصيا اياه بأن يكون تحت امرة البشير زرق العيون.
وتحدث صاحب الشهادة بإطناب عن حالة المؤامرات داخل الحزب (وحتى داخل الديوان السياسي نفسه) وتحدث كذلك عن بيع الأسرار وكيفية تصفية عدد من المقاومين أمثال الطيب الزلاق الذي كان دستوريا وفي هذا الصدد قال التليسي: «كل ثورة تصفي نفسها من الداخل» وقال: «الطيب المهيري وعلي معاوي والمنجي سليم كانوا كلهم من اليوسفيين!» وفنّد ما ذهب إليه علي معاوي من أن حسن العيادي هو الذي فتح «صبّاط الظلام» وأشار الى أن الحزب هو الذي فتحه الى جانب نادي «الدويرات» الذي تمّت فيه العديد من التصفيات ومظاهر التعذيب.
بعت أسرار العيادي
وقال انه باع أسرار العيادي لما كان هو في السجن.. وانتهى صاحب الشهادة الى التأكيد بأن ملف محاكمة حسن العيادي به كل التفاصيل ودقائق الأمور حول كل ما تمّ في تلك الفترة وتدقيقا حول المؤامرات التي حيكت بين المقاومين والثوار أنفسهم مشيرا الى أن إيقاف الشيخ حسن العيادي كان بقرار من الحزب.
وقال صاحب الشهادة: «العيادي أصدر تعليماته بقتل المحجوب بن علي وعند لقائي بمحجوب أخبرته بذلك فأعلم وسيلة التي بعثت للعيادي وهو في السجن لتوبيخه وعندما علم العيادي أصدر تعليماته باغتيالي حيث تمّت 10 مرات محاولة اغتيالي من اليوسفيين».
محاولة اغتيال بن صالح
كمــــــــا قال التلّيسي إن العيادي أذن باغتيال أحمد بن صالح لما كان أمينا عاما لاتحاد الشغل وأنه شخصيا علم بتفاصيل ذلك والتحق ببن صالح في مكتبه قريبا من الكوليزي بالعاصمة وأجبره على عدم مغادرة مكتبه لافشال مخطط الاغتيال وهو ما تمّ حيث اتصل بن صالح بالباهي الادغم لتأمين السلامة والأمن
صراعات حول حراسة بورقيبة
وحول تعيينه أول حارس شخصي لبورقيبة عند عودته في 1 جوان 1955 قال التليسي ان ذلك تم عن طريق البشير زرق العيون الذي تعرّف عليه في فترة سابقة في باب الفلة حيث كان للبشير متجر للمواد الغذائية.. وقال : «الفرنسيون كانوا في خوف على حياة بورقيبة ولهم معطيات دقيقة عن الوضع وبورقيبة قال لهم نسّقوا مسألة الحراسة مع زرق العيون الذي كان يذهب الى مقر المقيم الفرنسي لتنسيق ذلك... وتم الاتفاق معهم على ان اكون أنا الحارس الشخصي لبورقيبة وكنتُ فعلا انا الوحيد معه وزوجته في الشقة التي نزل بها عند عودته (شقة ابنه الحبيب بورقيبة الابن) في حين كان البقية ومن بينهم محجوب بن علي في الشارع..
وتحدث التليسي عن اجتماع «جامع قرمطو» حيث تم توزيع مهام الحراسة بمناسبة عودة الزعيم بورقيبة، حيث كلف هو وأحمد نعمان وشخص ثالث بالحراسة في «رحبة الغنم» في حين أسندت الحراسة في الميناء إلى «محجوب بن علي» ولكن سرعان ما تغيّرت الأمور حيث كان هناك مخطط لإلغاء حراسة البشير زرق العيون وتعويضها بحراسة للثنائي المحجوب بن علي والطيّب المهيري وحدث أول صراع حول حراسة بورقيبة وقال المتحدث انه كان بصدد القيام بالحراسة لما جاءته مجموعة وانهالوا عليه بالضرب وافتكّوا سلاحه وتم نقله الى المستشفى في إطار إفشال حراسة زرق العيون وقال ان بورقيبة قال له لاحقا «اذهب عند مفيدة»!!
وتحدّث كذلك عن محاولة لاغتيال البشير زرق العيون وتصفيته من الحزب ولكنها فشلت حيث ثم تأهيل علي صنديد للمهمة وهو مساعد المحجوب بن علي بتعلّة ان زرق العيون يتعاون مع المقيم الفرنسي ولكن الشخص كشف كل شيء لزرق العيون عندما سمع بنفسه حديثا بين بورقيبة وزرق العيون حول الاتصالات مع المقيم العام الفرنسي.. وفشل مخطط الاغتيال..
وذكر صاحب الشهادة تفاصيل أخرى وأشار إلى أن «الجرابة» (أهالي جربة) هم أكثر من خدموا المقاومة وأن وشايات من تونسيين للفرنسيين أشارت إلى أنه إذا رغبت فرنسا في تصفية الوطن القبلي فعليها بـ»تازركة» وقال التليسي ان وحيد المسعدي كان رجلا عظيما ويفوق شقيقه محمود بكثير من الخصال.
ومن المعلومات التي أوردها صاحب الشهادة:
ـ بلقاسم المطوي هو الذي «باع» الجماعة التي كانت تتحول من منوبة إلى العاصمة.
ـ تم وضــــــع كل العمليات واسنادها إلى ساسي الأسود وذلك للتخفيف على المقاومة التي كانت تنطلق من جبل برقو وكان هناك شخص اسمه عبد الصمد هو الذي نفخ في صورة الساسي الأسود.
ـ أدعو المؤرخين إلى ضرورة إيلاء الدور الكبير الذي قامت به كل من خديجة الطبال وشاذلية بوزقرو في المقاومة.
ـ تصفية الخونة من العمد والمتعاملين مع فرنسا انطلقت من الساحل.
ـ العديد من المناضلين والمقاومين من داخل الجمهورية وقع تناسي وتجاهل دورهم الكبير في المقاومة في مقابل الجهات الساحلية وصفاقس.
ونفى المتحدث في شهادته أي دور لحسين العيّادي في فتح «صباط الظلام» وقال ان الرجل كان أول من اكتشف مؤامرة 1962 قبل حتى المخابرات والأمن وأكد التليسي ان «شعبة الديورات» هي التي فتحت «صباط الظلام» وكان من بينهم سعيد كعبورة وعلي ورق والطيب السحباني.
نعم عذّبت اليوسفيين
ولم ينف المتحدث وجود حالات تعذيب في «صباط الظلام» ولكن تم رفع ملفات كل الموقوفين الى المحكمة، وقال انه لم يقع جلب أي من الطلبة الزيتونيين بصفتهم تلك الى «صباط الظلام» الا من كان من اليوسفيين.
وأضاف التليسي «كنت أنا رئيس مركز يضمّ يوسفيين بـ»بير الطرّاز» (رادس) وكان في عهدتي 3 من اليوسفيين هم: محمد الزراع وعبد الستار بن الهاني ومحسن قديش وتم تقديمهم للمحاكمة بعد استكمال الابحاث معهم.
واعترف التليسي بجرأة كبيرة: «نعم أنا كنت من الناس الذين عذبوا اليوسفيين».
وحول أسباب ذلك قال: «هم كذلك حاولوا قتلي... وخططوا 10 مرات لاغتيالي... وحسن العيادي كذلك أعطى تعليماته باغتيالي لأنني بعت أسراره!! وخنت أمانته... وله الحق في ذلك!!!».
وتحدث التليسي مطولا عن الصراع البورقيبي اليوسفي وقال ان من أكبر أخطاء صالح بن يوسف أنه واجه بورقيبة وفرنسا ما تزال في تونس بالاضافة الى ارتمائه في أحضان القومية العربية.
أسلحة مصرية لليوسفيين
وأكد المتحدث حصول اليوسفيين على السلاح من مصر وقال انه استعمل في عمليات اغتيال وتصفية وقال انه عثر شخصيا على أسلحة مصرية جديدة لدى كل من عبد الوهاب البدوي وعلي بن البشير حاولوا بها قتله هو، كما أنهما بعثا عصابة في الوطن القبلي وقتلوا 3 أشخاص في سليمان.
وقال التليسي إنه عند بدء الخلاف البورقيبي اليوسفي لم يكن في العاصمة أي شخص بورقيبي وكانت كل الولاءات للأمانة العامة وعندما فرغ مقر الديوان السياسي جاء جماعة قصر هلال وبدأوا في العمل وهم من قتلوا علي اسماعيل السائق الشخصي لصالح بن يوسف.
وتحدث صاحب الشهادة عن مظاهر للتخويف والتهديد لليوسفيين منها مسألة «صباط الظلام» للترهيب وكذلك رسائل تهديد شديدة اللهجة تحت امضاء «اليد السوداء» وقد كتب هو شخصيا العديد منها.
وقال ان حسن العيادي اصبح زعيما لما جاءت اليوسفية وبدأت صراعها ضد اتفاقيات الحكم الذاتي وبعد قدوم مونداس فرانس.
وتحدث صاحب الشهادة مطولا عن سيرة الشيخ حسن العيادي ووطنيته الكبيرة وقال ان له مكاسب عديدة للدولة والمجتمع وكان من القادة الكبار في المقاومة وجاء الى تونس هارب من ملاحقة الفرنسيين له في جهة جبنيانة وكان يلاحقه علي بن البشير لفائدة الفرنسيين وكان الشيخ العيادي كتوما جدا. وتحدث التليسي عن المنجي سليم والطيب المهيري وقال انهما من كسّرا شوكة الشيخ العيادي وفي هذا الصدد، قال صاحب الشهادة: المنجي سليم كان يطلب الهدوء... ولكن حسن العيادي رفض ذلك وبتعليمات من بورقيبة مؤكدة...
سطو لتمويل المقاومة
وقال لقد تم تضييق الخناق عليه حتى على مستوى التمويل فاضطر الى تنظيم عملية سطو على خزينة معمل السميد بشارع الجمهورية، وكثرت العمليات ولم يكن المنجي سليم راضيا والعيادي كان يتلقى تعليماته من بورقيبة عن طريق وسيلة وسعيدة وكانت هناك ضربات كبيرة ضد المستعمر والخونة وعندها قرر المنجي سليم التخلص من الشيخ العيادي. وكانت هناك حرب بين مختار عطية (المنجي سليم واللجنة التنفيذية) وحسن العيادي (بورقيبة).
ولما دخل السجن بعث العيادي لصاحب الشهادة موصيا اياه بأن يكون تحت امرة البشير زرق العيون.
وتحدث صاحب الشهادة بإطناب عن حالة المؤامرات داخل الحزب (وحتى داخل الديوان السياسي نفسه) وتحدث كذلك عن بيع الأسرار وكيفية تصفية عدد من المقاومين أمثال الطيب الزلاق الذي كان دستوريا وفي هذا الصدد قال التليسي: «كل ثورة تصفي نفسها من الداخل» وقال: «الطيب المهيري وعلي معاوي والمنجي سليم كانوا كلهم من اليوسفيين!» وفنّد ما ذهب إليه علي معاوي من أن حسن العيادي هو الذي فتح «صبّاط الظلام» وأشار الى أن الحزب هو الذي فتحه الى جانب نادي «الدويرات» الذي تمّت فيه العديد من التصفيات ومظاهر التعذيب.
بعت أسرار العيادي
وقال انه باع أسرار العيادي لما كان هو في السجن.. وانتهى صاحب الشهادة الى التأكيد بأن ملف محاكمة حسن العيادي به كل التفاصيل ودقائق الأمور حول كل ما تمّ في تلك الفترة وتدقيقا حول المؤامرات التي حيكت بين المقاومين والثوار أنفسهم مشيرا الى أن إيقاف الشيخ حسن العيادي كان بقرار من الحزب.
وقال صاحب الشهادة: «العيادي أصدر تعليماته بقتل المحجوب بن علي وعند لقائي بمحجوب أخبرته بذلك فأعلم وسيلة التي بعثت للعيادي وهو في السجن لتوبيخه وعندما علم العيادي أصدر تعليماته باغتيالي حيث تمّت 10 مرات محاولة اغتيالي من اليوسفيين».
محاولة اغتيال بن صالح
كمــــــــا قال التلّيسي إن العيادي أذن باغتيال أحمد بن صالح لما كان أمينا عاما لاتحاد الشغل وأنه شخصيا علم بتفاصيل ذلك والتحق ببن صالح في مكتبه قريبا من الكوليزي بالعاصمة وأجبره على عدم مغادرة مكتبه لافشال مخطط الاغتيال وهو ما تمّ حيث اتصل بن صالح بالباهي الادغم لتأمين السلامة والأمن
صراعات حول حراسة بورقيبة
وحول تعيينه أول حارس شخصي لبورقيبة عند عودته في 1 جوان 1955 قال التليسي ان ذلك تم عن طريق البشير زرق العيون الذي تعرّف عليه في فترة سابقة في باب الفلة حيث كان للبشير متجر للمواد الغذائية.. وقال : «الفرنسيون كانوا في خوف على حياة بورقيبة ولهم معطيات دقيقة عن الوضع وبورقيبة قال لهم نسّقوا مسألة الحراسة مع زرق العيون الذي كان يذهب الى مقر المقيم الفرنسي لتنسيق ذلك... وتم الاتفاق معهم على ان اكون أنا الحارس الشخصي لبورقيبة وكنتُ فعلا انا الوحيد معه وزوجته في الشقة التي نزل بها عند عودته (شقة ابنه الحبيب بورقيبة الابن) في حين كان البقية ومن بينهم محجوب بن علي في الشارع..
وتحدث التليسي عن اجتماع «جامع قرمطو» حيث تم توزيع مهام الحراسة بمناسبة عودة الزعيم بورقيبة، حيث كلف هو وأحمد نعمان وشخص ثالث بالحراسة في «رحبة الغنم» في حين أسندت الحراسة في الميناء إلى «محجوب بن علي» ولكن سرعان ما تغيّرت الأمور حيث كان هناك مخطط لإلغاء حراسة البشير زرق العيون وتعويضها بحراسة للثنائي المحجوب بن علي والطيّب المهيري وحدث أول صراع حول حراسة بورقيبة وقال المتحدث انه كان بصدد القيام بالحراسة لما جاءته مجموعة وانهالوا عليه بالضرب وافتكّوا سلاحه وتم نقله الى المستشفى في إطار إفشال حراسة زرق العيون وقال ان بورقيبة قال له لاحقا «اذهب عند مفيدة»!!
وتحدّث كذلك عن محاولة لاغتيال البشير زرق العيون وتصفيته من الحزب ولكنها فشلت حيث ثم تأهيل علي صنديد للمهمة وهو مساعد المحجوب بن علي بتعلّة ان زرق العيون يتعاون مع المقيم الفرنسي ولكن الشخص كشف كل شيء لزرق العيون عندما سمع بنفسه حديثا بين بورقيبة وزرق العيون حول الاتصالات مع المقيم العام الفرنسي.. وفشل مخطط الاغتيال..
وذكر صاحب الشهادة تفاصيل أخرى وأشار إلى أن «الجرابة» (أهالي جربة) هم أكثر من خدموا المقاومة وأن وشايات من تونسيين للفرنسيين أشارت إلى أنه إذا رغبت فرنسا في تصفية الوطن القبلي فعليها بـ»تازركة» وقال التليسي ان وحيد المسعدي كان رجلا عظيما ويفوق شقيقه محمود بكثير من الخصال.
ومن المعلومات التي أوردها صاحب الشهادة:
ـ بلقاسم المطوي هو الذي «باع» الجماعة التي كانت تتحول من منوبة إلى العاصمة.
ـ تم وضــــــع كل العمليات واسنادها إلى ساسي الأسود وذلك للتخفيف على المقاومة التي كانت تنطلق من جبل برقو وكان هناك شخص اسمه عبد الصمد هو الذي نفخ في صورة الساسي الأسود.
ـ أدعو المؤرخين إلى ضرورة إيلاء الدور الكبير الذي قامت به كل من خديجة الطبال وشاذلية بوزقرو في المقاومة.
ـ تصفية الخونة من العمد والمتعاملين مع فرنسا انطلقت من الساحل.
ـ العديد من المناضلين والمقاومين من داخل الجمهورية وقع تناسي وتجاهل دورهم الكبير في المقاومة في مقابل الجهات الساحلية وصفاقس.
تفاعلا مع شهادات التليسي :
شهود العصر يؤكدون حصول قتل وتعذيب ب " صباط الظلام "
" التليسي لم يكن أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة "
تونس - الصباح : أثار المقال الذي نشرته " الصباح " حول الشهادة التاريخية التي أدلى بها السيد أحمد بن نصير ( التليسي ) ردود فعل كثيرة ... حيث اتصل بنا عدد من المناضلين لتفنيد بعض أقواله المتعلقة خاصة بكونه أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة .. وبتبرئة " صباط الظلام " من جرائم القتل والتعذيب . وفي هذا الصدد أفادنا المناضل علي المعاوية أن التليسي " لم يكن أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة كما قال .. لأن الجميع يعرفون أن الحارس الشخصي الأول لبورقيبة هو محجوب بن علي " ..
وذكر السيد مختار بن سعد المعروف بالمختار الحامي وهو رئيس لجنة المقاومين ببن عروس أن التليسي لم يكن أول حارس شخصي للزعيم .. وقال " لقد كنت شاهدا على نزول الزعيم بورقيبة من الباخرة في حلق الوادي يوم غرة جوان 1955 عائدا إلى تونس .. وأذكر أنه كان في انتظاره عديد المجموعات وهي مجموعة محجوب بن علي والطيب المهيري ومجموعة حسن بن عبد العزيز للحراسة ومجموعة البشير زرق العيون ومجموعة العاصمة وأحوازها وحتى من اطارات الاتحاد العام للشغل وفي مقدمتهم البشير بلاغة وغيرهم . "
وأضاف " عندما استقر بورقيبة بمحل سكناه بمعقل الزعيم في رحبة الغنم كان الذين يحرسونه ويحرسون محل سكناه مجموعة تتركب من عدد من المقاومين هم علي الصنديد وعلي الصغير وعامر كلاتوس وبعض أفراد من مجموعة محجوب بن علي وكان هذا في البداية لأنه لم تكن هناك شرطة .. وكان بورقيبة عندما يزور بعض المدن يذهب معه العديد من المناضلين .. وكان في حراسته في احدى زياراته إلى الوطن القبلي الحبيب الدوقي وقد أطلق عليه أحد عناصر المعارضة النار وقتله .. أي أنه في تلك الفترة لم تكن هناك رتب .. ولا نعرف حارسا أول أو ثانيا أو ثالثا . "
وذكر المختار بن سعد أنه " في سنة 1956 تكونت الحكومة الوطنية وبعث وزير الداخلية الطيب المهيري فرقة بادارة الأمن تعرف بفرقة صيانة رئيس الدولة والشخصيات الرسمية وهي تتكون من مفتشين ورئيس فرقة وكان المحافظ في البداية علي مراد ، وتلاه المحافظ عمران بوخشبة .
" صباط الظلام "
بالإضافة إلى تفنيدهم لأقوال أحمد التليسي المتمثلة في أنه أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة ... أكد من تحدث ل " الصباح " حصول جرائم قتل في " صباط الظلام " إلى جانب عمليات التعذيب وبينوا أن الشيخ حسن العيادي وعصابته قتلوا سعيد دبيش والمختار عطية وحسن الحامي وكان هذا الأخير مقاوما في برقو .. كما أنهم ابتزوا العديد من الفلاحين الكبار بسليانة وكان هؤلاء ينفقون بسخاء على المقاومين لما كانوا يرابطون في جبل برقو ويسلمون العيادي أموالا طائلة .. لكن بعد المفاوضات وتسليم السلاح .. واصل الشيخ حسن العيادي وأفراد عصابته طلب المال .. وأصبح الكل يخشاهم فهم على استعداد لقتل أي كان بمقابل ، في صورة التشكيك في أنه يوسفي .
فبمجرد أن يشي أحد الأجوار بجاره بدافع الغيرة أو التنافس على الملكية ينقضون عليه ..
وفي هذا الصدد قال المناضل عبد الستار الهاني وهو زيتوني أصيل سليانة " لقد ساهمت عائلتي مساهمة كبيرة في تموين المقاومين زمن الثورة .. ولكن لاحظنا أن الشيخ العيادي في كل مرة يطلب المزيد .. حتى أنه طلب مرة مقابلتي في مقهى باب الجزيرة بالعاصمة فذهبت إليه ووجدت معه ستة أنفار وكانوا يخفون أسلحتهم تحت جبابهم وسألني يومها على " حمتين " وهو فلاح كبير من سليانة ويقيم بالمرسى واسمه الحقيقي محمد الأخضر بن عطية وذكر أنه يرغب في أن يحصل منه على مبلغ قدره 400 دينارا لاقتناء سيارة .. فأخبرته أنني لا أعرف أين يقيم ونصحته بأن يذهب إلى سليانة فهناك يوجد ابنه الهادي وهو يقيم بالربع قرب برقو وبالامكان أن يساعده .. "
وأضاف الهاني " لقد ساورنا الشك في أن العيادي أصبح يبتزنا لكننا استمرينا في مساعدته وتموينه واعطائه ما يطلب من المال إلى غاية تسليم السلاح .. " وكنا قد التزمنا معه في بداية أيام المقاومة بتموينه .. فقد دعوته بعد أن جاء إلى برقو إلى بيتي وأعطيته قائمة بأسماء من يمكنهم أن يمونوه من أثرياء سليانة بتوصية مني .. "
وقال المناضل عبد الستار الهاني ناشدا من شعره الذي كتبه حول المقاومة :
أحسست المطامع طوقتني
ولم يك منجدي إلا ذكائي
فقلت له أيا حسنا تريث
ودعك من الصرامة والجفاء
وقد تنل الكثير بلا مراء
وتشعر أنه خير العطاء
وذكر الهاني أنه بعد المفاوضات وتسليم السلاح رجع العيادي وبعض من أفراد عصابته إلى العاصمة ونشطوا في " صباط الظلام " وكانت لهم أطماع في الحصول على تسميات في الشرطة لكن المنجي سليم والطيب المهيري كانا للعيادي وجماعته بالمرصاد فأصبح العيادي يبحث عن موارد الرزق بنفسه وكان يذهب من حين إلى آخر إلى الفلاحين بسليانة ويأخذ منهم كميات وفيرة من القمح .
وكان العيادي قد تخاصم مع المختار عطية وقتله الأمر الذي أثار انتقام الطيب المهيري والمنجي سليم فحرماه من التمويل .
وعن سؤال يتعلق بما كان يحدث في " صباط الظلام " أجاب عبد الستار الهاني وقد ذكر التليسي اسمه في شهادته التاريخية .. أنه أمضى ثلاثة أيام في " صباط الظلام " وشاهد وقتها ألوانا من التعذيب والرعب في ذلك المكان المظلم .. وقال " أنا لم يعذبوني هناك .. لكنني شاهدت جماعة حسن العيادي يجلون أناسا وقد بدت عليهم آثار التعذيب .. وسمعت الكثير من الصراخ والأنين .. لقد بقيت مدة قصيرة في هذا المكان وكان معي فيه محمد الزراع والحفناوي عطية وسعيد دبيش .. "
ما كان مصير سعيد دبيش ؟ عن هذا السؤال ، وهو نفس السؤال الذي طرحه المؤرخ محمد ضيف الله على أحمد التليسي فأجابه لا يعرف .. قال الهاني " لقد قتله العيادي " وبين أن " رجلا يدعى ابراهيم وشى به للعيادي .. فقام هذا الأخير بقتله . "
وأضاف " بعد أن دخلت " صباط الظلام " .. حملوني إلى بئر التراز برادس ووجدت هناك أحمد بن نصير ( التليسي ) فقد كان يشرف على هذا المكان الذي يتألف من غرفتين أحداهما فيها مكتب يجلس فيه الشيخ العيادي عندما يأتي لمحاكمة الموقوفين .. وقد عشت الكثير من الرعب لأني كنت أسمع دائما الصراخ جراء الضرب والصفع والجلد وصادف أن رأيت أحد أبناء سليانة وكان شخصية مرموقة في الجهة لكنه أهين وضرب وجلد وسمعت صراخه .. لقد اتهموه ب " اليوسفية " ..
وأضاف الهاني وقد بدا عليه التأثر وهو يتنهد " كنا في بئر التراز ننام على الجليز لأنه لم يكن هناك فراش .. لقد ذقنا المر .. لهذا قال لي العيادي أنه حبسني لحمايتي من أحد أعوانه المتمردين عليه فهو يخطط لقتلي .
وذكر متحدثا عن التليسي " كيف ينكر التليسي عمليات التعذيب في بئر التراز .. لقد كان يمارس علينا الرعب .. وأذكر أنه ذات مرة كان بصدد تنظيف سلاحه وكنت أنا ومحمد الزراع جالسين قربه ومتكئين على الحائط .. فتحرك الزراع قليلا الى اليمين وفعلت نفس الشيء وبعد ثوان سمعنا طلقا ناريا مدويا وانطلقت رصاصة في اتجاه نفس المكان الذي كنا متكئين عليه . "
تحذير
تعقيبا على ما قاله التليسي من أنه يتحدى أيا كان من السياسيين والمؤرخين بان يقدموا دليلا على قتل أي أحد في " صباط الظلام " ..
قال مختار بن سعد " من خلال مسؤولياتي على لجنة الرعاية بتونس العاصمة وأحوازها في الخمسينات أنفي هذه الأقوال . "
وذكر أن الحزب ورغبة في توفير الأمن داخل البلاد قبل الاستقلال للحد من الفوضى والابتزاز والتهريب والقتل قرر بعث لجان رعاية تتكون من مناضلين وشباب دستوري وذلك منذ أفريل 1955.
وأضاف " في هذا الاطار انتقل الشيخ حسن العيادي وجماعته الى " صباط الظلام " وأذكر أنه كان معه الطاهر بوطارة من الحامة وشخص آخر يدعى العيادي داوود من الوطن القبلي وآخر اسمه المحواشي من الشمال الغربي .. وأمر العيادي جماعته في البداية بالهجوم على مصنع السميد والسطو على خزينته وبالسطو على مصاغات اليهود وبالسطو على أموال التجار .. والغريب في الأمر أن التليسي يقول ان العيادي كان ينفذ أوامر بورقيبة لدعم المقاومة .. والزعيم بريء من هذه الأعمال الاجرامية وحذرنا العيادي من عاقبة اعماله .. فانتهج أسلوبا آخر وهو اختطاف أناس ميسورين لابتزاز أموالهم بتهمة الخيانة واليوسفية والقتل لتصفية الحسابات .
وعن عمليات القتل التي حدثت في " صباط الظلام " قال مختار بن سعيد أن التليسي قال " اسألوا عبد الستار الهاني الذي كلفني الشيخ العيادي بحراسته فهو يعرف الحقيقة " .. فعن أي حقيقة يتحدث .. لماذا لم يذكر اسم سعيد دبيش لقد قتل في " صباط الظلام " .. ورغم مساعي زوجته للحصول على جثته فإنها لم تفلح .. واختفت الجثة إلى يوم الناس هذا .. وأرى أن العيادي لم يقتل عبد الستار الهاني لأنه لن يصدقه أي أحد إذا اتهم الهاني بالخيانة لأن الهاني كان مناضلا كبيرا مع المرحوم علي البلهوان وكان يناضل سواء في الحزب أو في الكتلة الزيتونية وصوت الطالب .. وعند اندلاع معركة التحرير سنة 1958 هو من دعم حسن العيادي وجماعته من المقاومين بجبل برقو بماله الخاص أو بجمع مال أثرياء سليانة .
لقد حجزه العيادي إذن لابتزاز ماله إذ أنهم حملوه بعد اخراجه من بئر التراز الذي أمضى فيه 11 يوما إلى منزل علي بن سالم شهر " علي البوليس " بمنوبة وهناك وجد الهاني صهره عبد الستار بن عبد الملك وشقيقه فدفعا لجماعة العيادي 250 ألف فرنك مقابل اطلاق سراحه .
وفي نفس الصدد أكد المناضل عبد الستار الهاني ما جاء على لسان المختار بن سعد .
وأضاف بن سعد أن عصابة الشيخ العيادي استمرت في نشاطها من ربيع 1955 الى جانفي 1956 .. اذ أصبح الحزب أقوى وتصدى لها ثم جاء الاستقلال وتم تكوين الشرطة والحرس والجيش وذابت العصابة وتشتت أفرادها .
وذكر أن التليسي قال " ان العيادي أكبر قادة المقاومة وزعيمهم .. نعم لا أنكر أن للعيادي حسنات ولكن هذا لا يمنع من أن عديد القادة شيدوا جبالا من الحسنات .. لكنهم ارتكبوا أخطاء فهدموا كل ما بنوه ولم يعد التاريخ يذكرهم .. وهذا ما جناه حسن العيادي على نفسه . "
وقال بن سعد معقبا على شهادة التليسي " أراك تعترف باقتراف عمليات تعذيب اليوسفيين .. وهذا يعاقب عليه القانون . "
هذه إذن بعض الشهادات التي قدمها قراء " الصباح " الشاهدون على العصر تعقيبا على شهادة أحمد التليسي وقد رأينا اطلاعكم عليها تعميما للفائدة .
جريدة " الصباح " 16 جويلية 2009 - سعيدة بوهلال
الصورة غالطة...اذاك نهج غرنوطة موش صاباط الظلام
ردحذفيسمى بالغرنوطي كل من اشيع عنه الولاء لليوسفية
ردحذف