بن علي عانى من عقدة «المخابرات».. والسرياطي أربك الاستعلامات
يقدّم محدّثنا رفض الكشف عن هويته كاملة وقبل بتسجيل تصريحاته نفسه بالقول "أنا إطار سابق بالادارة العامة للأمن الوطني.. وبعد مسار مهني ناهز الـ20 سنة في الاختصاص الاستعلامي أشعر حقيقة بالأسف لاختياري هذا المسلك المهني.. لأن الاختصاص الاستعلامي مستهدف من قبل المواطن والجمعيات والأحزاب وحتى الإدارة نفسها في إطار تشابك المصالح وشبهات الفساد..".
طالما أثار جهاز الاستعلامات، فضول الرأي العام لغموضه والتباس أدواره ومهامه.. لذلك حاولنا من خلال مقابلتنا هذه معرفة أدقّ تفاصيل عمل الجهاز من الداخل..
تصادم الأجهزة
وردا على أسئلتنا يقول محدّثنا «توخـّى بن علي طريقة معينة في التعامل مع المخابرات وهو خلق عدّة أجهزة استعلامية متشابكة.. ورغم أنه نظريا يمكن "خلق عدّة أجهزة من أجل ما يسمّى في العمل الاستخباراتي بتقنية 'التحويط' بمعنى أن كل ضابط استعلامات لا يعرف عمل الضابط الآخر وذلك لأجل سرية العمل وتأمين المصادر وتأمين المعلومة لكن بن علي قام بهذا الأمر لعدم ثقته في هذا الجهاز، إذ لا ننسى أنه كان المدير العام للأمن الوطني وخرج مطرودا وبالتالي عندما عاد في 1989 حاول خلق هياكل متضاربة ومتشابكة ومتناطحة ومتنازعة داخل جهاز الاستعلامات..
فجهويا نجد مصلحة مختصة تتبع الادارة المركزية للاستعلامات العامة.. ثم ستجد فرقة الإرشاد التي تتبع الأمن العمومي ثم ستجد فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني.. والتي تضمّ جناحا عدليّا وجناحا استعلاميّا، ثم ستجد ما يسمّى بالمصالح الجهوية لمكافحة الإرهاب التي وجدت فيما بعد، وبالتالي ستجد أربعة أجهزة جهوية دون الأجهزة التي تتمركز في العاصمة ويمتدّ نشاطها الى الجهات كالمصالح الفنية أو الدراسات والأبحاث التي تختصّ أساسا في مكافحة الجوسسة لكن وقع تحريف في مهامها.. ستجد أيضا عناصر من أمن الدولة.. وقد وصل الأمر الى حدّ ابتزاز هذه الأجهزة بعضها لبعض".
التنسيق «يقضي» على المصداقية
وسألته ما هو هدف بن علي من خلق شبكة استعلامية تقوم على أجهزة متنازعة في ما بينها؟
فأفادنا "نظريا الهدف هو الوصول الى دقة المعلومة من خلال التقارير المختلفة والتي يقارن بينها المدير العام للأمن الوطني واذا كان هناك تضارب في لا بدّ من مزيد التحقق والتأكّد من المعلومة.. من خلال تقديم تقاطعات.. مؤيّدات.. تسجيلات صوتية.. وصور شمسية. لكن بن علي صنع هذه الأجهزة الكثيرة لايجاد وخلق نوع من الصراع الذي يصعب معه ايجاد تكتل، وبقيت ترافقه عقدة الأمن الذي طرد منه في 1979 وبالتالي رأى أنه يجب إحلال فكرة الصراع.. كما نجد جهاز الأمن العسكري المكلف بجمع المعلومات عن الجميع وحتى عن الأمنيين، وإن كانت المخابرات العسكرية تزعم أنها لا تشتغل إلا على أهداف عسكرية لأن الهدف في حدّ ذاته متحوّل.. لأني اذا كنت أمنيّا وأشتغل على الحدود دوريات أو من خلال الاتصال بمصادر سأصبح بالتالي هدفا عسكريا لأني دخلت الى مجالهم الحيوي..".
ويضيف محدّثنا بقوله "الصراع بين الأجهزة لم يُـؤدِّ إلى الدقة في المعلومة، بقدر ما أدّى إلى محاولة كشف عن مصادر كل جهاز في إطار التنافس"..
ويختم محدّثنا بقوله "بتقلد السرياطي لمنصبه كمدير للأمن الرئاسي سنة 2002 بعد حادثة 'الغريبة' التي أطاحت بمحمّد علي القنزوعي لأن ما حدث اعتبر إخلالا استخباراتيا.. ابتدع السرياطي منطقا جديدا في العمل الاستعلامي لمّا طلب التنسيق بين الأجهزة، والذي يعتبر ضربا لمصداقية ودقة المعلومة وإفراغا لفلسفة تعدّد الأجهزة، لأن الاختلاف يؤدّي إلى التأكّد من المعلومة"..
"صناعة" مصادر المعلومة
ابتزاز.. 700 دينار منحة.. ومشاهير في "الفخ"
حرق مقرات الاستعلامات في الثورة.. لطمس أدلة التورّط
"بلعيد شخصية متصلبة.. لا يمكن حتى الاقتراب منها"
إسلاميون تعاملوا مع الاستعلامات أكثر من اليساريين
ترتكز الاستعلامات في أداء مهامها بالأساس على المعلومة التي قد يؤمنها الضباط وكذلك الأعوان.. ولكن هذا العمل قد يكون أهمّ عنصر فيه مصادر وأشخاص من خارج الجهاز وهو ملف دقيق وحسّاس بالنسبة للاستعلامات..
ويحدّثنا نفس ضابط المخابرات الذي رفض الكشف عن هويته بالقول "المصادر قد تصنع أكاديميا وبطريقة محترفة تقوم على دارسة هيكل الاهتمام هو ما يسمّى حزبا أو جمعية أو نزلا، ومن هناك تقوم باعداد قائمة المشتغلين فيه (الهيكل) ودراستهم حالة بحالة، وهذا ما يسمّى بالمسح وهي المرحلة الأولى، ثمّ مرحلة الاختيار أي من الأقرب للمعلومة ومن له عيوب أو نقاط ضعف لتأمين سهولة استغلالهم أو اختراقهم.. والمرحلة الثالثة هي الاقتراب (أو ما يسميه المصريون الاستهداف)، والمرحلة الرابعة هي المفاتحة أي عرض التعاون عليه والعمل مع الجهاز بعد أن تكون قد قمت بتوريطه من خلال صور شمسية أو أموال أو حقائق يحاول إخفاءها.. هذا نظريا وفنيا.
لكن عمليا في تونس لم يكن لدينا إلاّ قلة قليلة من هذه المصادر.. من كان موجودا يشتغل مدّة وبعد ذلك ينفد صبره لأنك لم تستطع تلبية حاجياته، وبالتالي العمل مع المصادر يقوم على علاقات عامة..".
ويضيف "داخل الادارة هناك صراع حتى على المصادر، هناك أطراف في الادارة -وفي اطار تشابك الوحدات الاستعلامية- لا يروق لها أن تنتدب أي مصدر، ويقع الصراع والمشاكل والتنافس للظفر بالمصدر بعد انتزاعه 'من صاحبه'".. سألته عن المنحة التي يتحصّل عليها المصدر لقاء خدماته فأكّد أن منحة المصدر من الدولة في حدود 700 دينار..
وحول أبرز المصادر التي تعاملت معها الداخلية وما اذا كانت تتقدّم الصفوف اليوم يقول محدّثنا "هناك مصادر شهيرة.. وأنا أشكّ أن حرق مقرات الاستعلامات تمّت من مصادر لإعدام وثائق تثبت التورّط في الجهاز.. لكن هناك نوع من الأشخاص يعتقدون أنهم مصادر لكنهم في الحقيقة يستغلونك فيما يسمّى بالمعلومة المبرمجة أو الصدفة المبرمجة إذ قد تعتقد أن هناك مصدرا وفـّر المعلومة لكن في الحقيقة هو يريد إيصال ما يريده هو..".
سألته إن في ما يتعلق بالمصادر "الشهيرة" هناك حديث عن بعض الشخصيات السياسية التي تعاملت زمن بن علي مع الاستعلامات كالشهيد شكري بلعيد كما يشيعه البعض، أكّد محدّثنا جازما "الشهيد شكري بلعيد معروف عنه أنه إنسان شديد التصلب لا يمكن حتى الاقتراب منه فما بالك أن تجعل منه مصدرا..".
فقاطعته قائلة إن من صرّح بذلك هو شخصية قيادية في حركة النهضة، فأجاب بابتسامة هناك"إسلاميون تعاملوا مع الاستعلامات أكثر من اليساريين"...
معلوماته تافهة ومغرضة
التجمع.. "صبة"
سألت محّدثي ما إذا كان التجمّع يقوم بدور استعلامي كما كان يروّج لذلك ،فأكّد لنا: التجمّع كان يشتغل بمعنى "الصبة "وليس بمعنى الاحتراف ،فعندما ترد معلومات من عند رئيس شعبة أو "عساس" أو عون بلدي سيقوم بتبليغها ..هذه المعلومات كانت في الأغلب تافهة ومغرضة ومضيعة للوقت.. وكاتب عام لجنة التنسيق الذي هو تقريبا في مرتبة الوالي لا يعلمك أنت بها بل يعلم الأمين العام الذي يعلم بدوره كاتب الدولة أو الوزير..وبالتالي ستأتي المعلومة "من فوق" في شكل توبيخ لأننا كأعوان نعتبر مقصّرين لأن هذه المعلومة فاتتنا.. وغالبا ما نردّ الفعل بإهمال هذه المعلومة حتى لو كانت صحيحة.."
لكن محّدثنا أفاد أن من غرائب الأمور أن يصبح الاستعلام في تونس كأنه "فيس" أو نوع من التباهي وذكر أن هناك مدير شركة نقل في بنزرت اسمه (خ.س)كان كل مرة يرسل بثلاثة أو أربعة عناصر بدراجات نارية وبأجهزة سلكية ليشتغلوا على مواضيع معينة كالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لكي يضمن تقّربه لأصحاب القرار !!!
أريد التجند في الإستخبرات 27753954
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفاستعلامات مغالطة
ردحذفأريد تجنيد في أستخبارات 24410200
ردحذفاريد التجنيد في الاستخبارات 27725205
ردحذفاريد التجنيد في الاستخبارات52322409
ردحذفاريد التجنيد في الاستخبارات 22262614
ردحذفانا فتاة وارغب للتجنيد في الاستخبارات التونسية وبشدة ارجو الرد رجاء وماهي الشروط
ردحذفعمري17 سنة و انا مازلت ادرس و ساصبح واحد من افضل عملاء الاستخبارات
ردحذفانا فتاة و عمري 20 اريد الالتحاق بالاستخابرات فماهي الشروط ؟
ردحذفسلام، أنا أعلم الگثير عن مجال إستخبارات من العربية مثل مصر وماحققته من نجاحات في حربها مع إسرائيل
ردحذف