حمودة باشا |
من مواليد ( ملدافيا ) أو ( القوقاز ) أوائل النصف الثاني من القرن 18 ، مملوك سيكون له دور كبير في تثبيت أركان المملكة التونسية و إصلاح مؤسساتها و صناعة إنتصاراتها خلال عهد حمودة باشا الحسيني .
إشتراه القايد بكّار الجلولي والي صفاقس سنة 1781 من سييّده الفقير في إسطمبول الي ما عادش قادر على القيام بشؤون مملوكه، و كان الفتى يوسف من بين مجموعة المماليك الي شراهم مبعوث بكّار الجلولي قصد إهدائهم إلى الأمير حمودة باشا بغاية التقرّب منه بعد أن تبيّن والي صفاقس و باقي كبار الدولة أن حمودة هو خليفة والده المريض علي باي .
لم يمكث الفتى يوسف بصفاقس سوى بضعة أشهر، لكن فيسع تعلّم فيها لغة البلاد و عاداتها، و قد سهر القايد نفسه على تدريبه لما رآه فيه من رصانة و وقار و حنكة، ثم نقل يوسف إلى تونس
العاصمة و تحديدا قصر باردو لإلحاقه بخدم الأمير حمودة باشا .
تميّز الفتى يوسف بشعور عميق بمؤهلاته و طموح فائق و رغبة ملحّة في العمل، فأعتنم أول فرصة سنحت له لمخاطبة الأمير و إلتماس تشريفه له بمصاحبته على رأس " المحلّة " لإستخلاص الضرائب، كما إلتمس منه تكليفه بتقدّم الموكب الرسمي رافعًا الرمح ( رمز السلطة الملكيّة )، لكن طلبه رفض و مع ذلك تمكن من مرافقة الأمير كباقي المماليك.
كانت مرافقة يوسف للأمير حمودة باشا فرصة ليلاحظ الأخير علامات العزم و رباطة الجأش و التفاني لدى مملوكه، فكلّفه بخطّة " صاحب الطابع " و هي مهمة وضع الأختام على الوثائق الي تعرض على الأمير . فصار بذلك على إتصال مباشر بالأمير و حظي بسهولة على ثقته .
إستغلّّ يوسف وجوده ضمن المحلّة لدراسة شؤون البلاد و أهلها و التدرّب على الأساليب الإدارية الجاري العمل بها و إكتساب تلك الخبرة التي لا يمكن أن يوفرها له إلاّ الإطلاع على الأوضاع الإجتماعية و الواقع اليومي بالبلاد .
عندما خلف الأمير حمودة باشا والده على العرش الحسيني، كلّف خادمه المفضّل يوسف بالسهر شخصيا على إعادة تنظيم الإدارة الجهوية بالمملكة و إنتداب العمّال (ولاة الأقاليم) و مراقبة إدارتهم مراقبة مشددة لإجتناب ما عرف به أولئك الممثلون للسلطة المركزية من تجاوزات و إخلال بالواجب، فكانت تلك الخطة التي كلّف بها بمثابة وزارة الداخلية، و بفضل ما أظهره من ثبات و كدّ في القيام بتلك المهمة الدقيقة و المعقدة، توفّق إلى إعادة شيء من النظام إلى المصالح الجهوية التي كانت تسير من قبل في كنف الإدارة المطلقة و الإهمال التام، و تمكن من حمل جميع الناس على إحترام السلطة عبر ضمان العدل و السلم لجميع المتساكنين.
في سنة 1792 إستولى الباشا العثماني علي برغل على طرابلس و طرد منها قادتها الشرعيين كما إحتلّ جزيرة جربة، فما كان من حمودة باشا إلا تحرير الجزيرة و تسيير حملة عسكرية إلى طرابلس تمكن بعدها من طرد علي برغل و إرجاع الحكم إلى عائلة القرمنلي ، لكن هذه المبادرة أحدثت حساسيات بين المملكة التونسية و السلطنة العثمانية.
فكلّف حمودة باشا وزيره يوسف صاحب الطابع بمهمة تسوية الخلافات مع "الباب العالي" و إرجاع الأمور إلى نصابها، تلك المهمة أظهرت ما يتميّز به الوزير من خصال الرجل المفاوض و مهارة الدبلوماسي المحنّك، فتمكن من إحباط جميع المؤامرات التي حاكها خصوم بلاده و تسوية الخلافات مع إسطمبول .
و يذكر أحمد بن أبي الضياف، أن الوزير يوسف دخل مناء إسطمبول رافعا على سفينته " سنجق " (علم) باي تونس تأكيدا على إستقلالية المملكة التونسية، و رفض إنزاله رغم إحتجاج الأتراك و كان جوابه ( يتنحّى راسي .. و العلم ما يتنحّاش )، أجبر ذلك الموقف الشجاع الأتراك على إحترام الرجل ، و أوفد السلطان سليم الثالث مبعوثا لتقديم هدايا ثمينة للعاهل التونسي و إبلاغه تمنيات السلطان بالإزدهار لعهده و السعادة لمملكته .
و كان حمودة باشا في إستقبال يوسف صاحب الطابع في موكب غير معهود تعبيرا له عن رضاه عما أسفرت عنه مهمته من نتائج غير متوقعة ، عزز ذلك جانب الوزير الشاب و زاد من حظوته لدى الباي و من نفوذه في البلاط الذي يحتل فيه مكانة مرموقة .
مع وفاة الوزير الأكبر مصطفى خوجة عيّن حمودة باشا يوسف صاحب الطابع خليفة له، و هذكا صار يشرف على المفاوضات الدبلوماسية و تدبير الشؤون الداخلية للبلاد و كان يتميز بإعتدال لا يخلو من حزم و حنكة فائقة جلبت له تقدير من إتصلوا به من أوروبيين و تونسيين . كما كرّس كل جهوده للنهوض بإقتصاد البلاد فشجع أرباب الحرف و دعم الصناعات المحلية الصغرى و ساعد التجارة، و بفضل ما إتخذه من إجراءات حمائيّة مناسبة و ما أبرمه ببراعة من إتفاقيات مع الدول الأجنبية إستطاع أن يحقق للبلاد إزدهارًا كانت قد فقدته من أمد بعيد .
كان يوسف صاحب الطابع بالإضافة إلى منصبه يتعاطى التجارة المربحة و بفضلها إستطاع الإهتمام بالتعليم و أعمال البرّ و الإحسان، من ذلك أنه قد أحدث من ماله الخاص عدد كبيرا من الكتاتيب و أسس المدارس المخصصة لإيواء فقراء الطلبة و أنفق على المستشفيات و رصد أموالا طائلة لإغاثة الفقراء الذين منعتهم كرامتهم من مدّ أيديهم، فلم يكن شي أحب إليه من تسديد ديون أحد الحرفيين الصغار أو تجهيز فتاة فقيرة أو يتيمة أو إرجاع مسكن مرهون لصاحبه أو الإنفاق على الأطفال اليتامى، فمكنته هذه الأعمال من الحصول على رضى العلماء و المثقفين و صار يعرف بـأبو المحاسن .
في سنة 1807 إندلعت الحرب الجزائرية-التونسية و إنهزم الجيش التونسي في مدخل (قسنطينة) و تقهقر إلى الحدود، فذعر حمودة باشا من إمكانية الإجتياح الذي يهدد بلاده و جهّز بمنتهى السرعة جيشا جديدًا عهد بقيادته إلى وزيره الأكبر فتحوّل يوسف صاحب الطابع إلى قائد عسكري و أظهر من خصال القيادة و الزعامة ما حقق له الإنتصار الباهر على الجزائريين و تحرير المدن المستباحة من المعتدين .
بعد وفاة حمودة باشا (15 سبتمبر 1814)، تولّى عثمان باي حكم البلاد و كان السبب في وصوله للحكم و أول من بايعه هو يوسف صاحب الطابع، لكن حكم عثمان مادامش أكثر من 3 شهور فقد أغتيل في الليلة الفاصلة بين 20 و 21 ديسمبر 1814 بتدبير من ولد عمّ حمودة باشا الأمير محمود .
فإبتعد يوسف صاحب الطابع مدة من الزمن عن شؤون المملكة في إنتظار ما سيمليه تطوّر الأحداث، خاصة و أنه معروف بولائه للفرع الأصغر للعائلة الحسينية الذي أبيد مع تصفية أولادعثمان باي ، و فكّر في مغادرة البلاد لكن محمود باي أراد الإستفادة من خبرته فقرّبه إلى العرش من جديد، و لكن هذه الخطوة أثارت أعداء يوسف الكثيرين في البلاط فبدأو بالتخطيط للتخلص منه و الإيقاع بينه و بين الباي الجديد عبر الوشايات و تدبير المكائد .
و بعد تردد طويل قرر محمود باي دعوة الوزير الأكبر يوسف إلى المثول بين يديه لتبرير التهم الموجهة إليه و مكافحة متهميه، إلا أن هذه المكافحة ستبطل مشاريع أعداء الوزير إذا لا حجج لهم لإثبات التهم و قد يتعرضون للعقاب الشديد بتهمة التضليل، فقرروا حينها التخلص من الوزير يوسف بأنفسهم للخروج من هذا المأزق، فبينما كان يوسف الواثق بنفسه يهم بالدخول إلى ممرّ مظلم يفضي إلى قاعة الباي، إذ تقدم إليه أحد المتآمرين المدعو أكحل العيون و قد كان متخفيا في إحدى زوايا الممرّ و خاطبه بعبارات بذيئة إغتاظ منها يوسف و إنقضّ عليه و سدد لخصمه طعنة عنيفة في وجهه، و لما سمع باقي المتآمرين صيحات رفيقهم سارعوا إلى يوسف و سددّوا إليه عدة طعنات بالخناجر حتى مات، و بعد إتمام عملهم توجهوا إلى الباي مصرحين له بأنهم أنقذوا حياته و عرشه حينما قتلوا الوزير الذي كان منذ حين متوجهًا لإغتياله .
لم يكتف المتآمرون بإغتيال يوسف صاحب الطابع، بل مثلوا بجثته في الشارع .
إشتراه القايد بكّار الجلولي والي صفاقس سنة 1781 من سييّده الفقير في إسطمبول الي ما عادش قادر على القيام بشؤون مملوكه، و كان الفتى يوسف من بين مجموعة المماليك الي شراهم مبعوث بكّار الجلولي قصد إهدائهم إلى الأمير حمودة باشا بغاية التقرّب منه بعد أن تبيّن والي صفاقس و باقي كبار الدولة أن حمودة هو خليفة والده المريض علي باي .
لم يمكث الفتى يوسف بصفاقس سوى بضعة أشهر، لكن فيسع تعلّم فيها لغة البلاد و عاداتها، و قد سهر القايد نفسه على تدريبه لما رآه فيه من رصانة و وقار و حنكة، ثم نقل يوسف إلى تونس
العاصمة و تحديدا قصر باردو لإلحاقه بخدم الأمير حمودة باشا .
تميّز الفتى يوسف بشعور عميق بمؤهلاته و طموح فائق و رغبة ملحّة في العمل، فأعتنم أول فرصة سنحت له لمخاطبة الأمير و إلتماس تشريفه له بمصاحبته على رأس " المحلّة " لإستخلاص الضرائب، كما إلتمس منه تكليفه بتقدّم الموكب الرسمي رافعًا الرمح ( رمز السلطة الملكيّة )، لكن طلبه رفض و مع ذلك تمكن من مرافقة الأمير كباقي المماليك.
كانت مرافقة يوسف للأمير حمودة باشا فرصة ليلاحظ الأخير علامات العزم و رباطة الجأش و التفاني لدى مملوكه، فكلّفه بخطّة " صاحب الطابع " و هي مهمة وضع الأختام على الوثائق الي تعرض على الأمير . فصار بذلك على إتصال مباشر بالأمير و حظي بسهولة على ثقته .
إستغلّّ يوسف وجوده ضمن المحلّة لدراسة شؤون البلاد و أهلها و التدرّب على الأساليب الإدارية الجاري العمل بها و إكتساب تلك الخبرة التي لا يمكن أن يوفرها له إلاّ الإطلاع على الأوضاع الإجتماعية و الواقع اليومي بالبلاد .
عندما خلف الأمير حمودة باشا والده على العرش الحسيني، كلّف خادمه المفضّل يوسف بالسهر شخصيا على إعادة تنظيم الإدارة الجهوية بالمملكة و إنتداب العمّال (ولاة الأقاليم) و مراقبة إدارتهم مراقبة مشددة لإجتناب ما عرف به أولئك الممثلون للسلطة المركزية من تجاوزات و إخلال بالواجب، فكانت تلك الخطة التي كلّف بها بمثابة وزارة الداخلية، و بفضل ما أظهره من ثبات و كدّ في القيام بتلك المهمة الدقيقة و المعقدة، توفّق إلى إعادة شيء من النظام إلى المصالح الجهوية التي كانت تسير من قبل في كنف الإدارة المطلقة و الإهمال التام، و تمكن من حمل جميع الناس على إحترام السلطة عبر ضمان العدل و السلم لجميع المتساكنين.
في سنة 1792 إستولى الباشا العثماني علي برغل على طرابلس و طرد منها قادتها الشرعيين كما إحتلّ جزيرة جربة، فما كان من حمودة باشا إلا تحرير الجزيرة و تسيير حملة عسكرية إلى طرابلس تمكن بعدها من طرد علي برغل و إرجاع الحكم إلى عائلة القرمنلي ، لكن هذه المبادرة أحدثت حساسيات بين المملكة التونسية و السلطنة العثمانية.
فكلّف حمودة باشا وزيره يوسف صاحب الطابع بمهمة تسوية الخلافات مع "الباب العالي" و إرجاع الأمور إلى نصابها، تلك المهمة أظهرت ما يتميّز به الوزير من خصال الرجل المفاوض و مهارة الدبلوماسي المحنّك، فتمكن من إحباط جميع المؤامرات التي حاكها خصوم بلاده و تسوية الخلافات مع إسطمبول .
و يذكر أحمد بن أبي الضياف، أن الوزير يوسف دخل مناء إسطمبول رافعا على سفينته " سنجق " (علم) باي تونس تأكيدا على إستقلالية المملكة التونسية، و رفض إنزاله رغم إحتجاج الأتراك و كان جوابه ( يتنحّى راسي .. و العلم ما يتنحّاش )، أجبر ذلك الموقف الشجاع الأتراك على إحترام الرجل ، و أوفد السلطان سليم الثالث مبعوثا لتقديم هدايا ثمينة للعاهل التونسي و إبلاغه تمنيات السلطان بالإزدهار لعهده و السعادة لمملكته .
و كان حمودة باشا في إستقبال يوسف صاحب الطابع في موكب غير معهود تعبيرا له عن رضاه عما أسفرت عنه مهمته من نتائج غير متوقعة ، عزز ذلك جانب الوزير الشاب و زاد من حظوته لدى الباي و من نفوذه في البلاط الذي يحتل فيه مكانة مرموقة .
مع وفاة الوزير الأكبر مصطفى خوجة عيّن حمودة باشا يوسف صاحب الطابع خليفة له، و هذكا صار يشرف على المفاوضات الدبلوماسية و تدبير الشؤون الداخلية للبلاد و كان يتميز بإعتدال لا يخلو من حزم و حنكة فائقة جلبت له تقدير من إتصلوا به من أوروبيين و تونسيين . كما كرّس كل جهوده للنهوض بإقتصاد البلاد فشجع أرباب الحرف و دعم الصناعات المحلية الصغرى و ساعد التجارة، و بفضل ما إتخذه من إجراءات حمائيّة مناسبة و ما أبرمه ببراعة من إتفاقيات مع الدول الأجنبية إستطاع أن يحقق للبلاد إزدهارًا كانت قد فقدته من أمد بعيد .
كان يوسف صاحب الطابع بالإضافة إلى منصبه يتعاطى التجارة المربحة و بفضلها إستطاع الإهتمام بالتعليم و أعمال البرّ و الإحسان، من ذلك أنه قد أحدث من ماله الخاص عدد كبيرا من الكتاتيب و أسس المدارس المخصصة لإيواء فقراء الطلبة و أنفق على المستشفيات و رصد أموالا طائلة لإغاثة الفقراء الذين منعتهم كرامتهم من مدّ أيديهم، فلم يكن شي أحب إليه من تسديد ديون أحد الحرفيين الصغار أو تجهيز فتاة فقيرة أو يتيمة أو إرجاع مسكن مرهون لصاحبه أو الإنفاق على الأطفال اليتامى، فمكنته هذه الأعمال من الحصول على رضى العلماء و المثقفين و صار يعرف بـأبو المحاسن .
في سنة 1807 إندلعت الحرب الجزائرية-التونسية و إنهزم الجيش التونسي في مدخل (قسنطينة) و تقهقر إلى الحدود، فذعر حمودة باشا من إمكانية الإجتياح الذي يهدد بلاده و جهّز بمنتهى السرعة جيشا جديدًا عهد بقيادته إلى وزيره الأكبر فتحوّل يوسف صاحب الطابع إلى قائد عسكري و أظهر من خصال القيادة و الزعامة ما حقق له الإنتصار الباهر على الجزائريين و تحرير المدن المستباحة من المعتدين .
بعد وفاة حمودة باشا (15 سبتمبر 1814)، تولّى عثمان باي حكم البلاد و كان السبب في وصوله للحكم و أول من بايعه هو يوسف صاحب الطابع، لكن حكم عثمان مادامش أكثر من 3 شهور فقد أغتيل في الليلة الفاصلة بين 20 و 21 ديسمبر 1814 بتدبير من ولد عمّ حمودة باشا الأمير محمود .
فإبتعد يوسف صاحب الطابع مدة من الزمن عن شؤون المملكة في إنتظار ما سيمليه تطوّر الأحداث، خاصة و أنه معروف بولائه للفرع الأصغر للعائلة الحسينية الذي أبيد مع تصفية أولادعثمان باي ، و فكّر في مغادرة البلاد لكن محمود باي أراد الإستفادة من خبرته فقرّبه إلى العرش من جديد، و لكن هذه الخطوة أثارت أعداء يوسف الكثيرين في البلاط فبدأو بالتخطيط للتخلص منه و الإيقاع بينه و بين الباي الجديد عبر الوشايات و تدبير المكائد .
و بعد تردد طويل قرر محمود باي دعوة الوزير الأكبر يوسف إلى المثول بين يديه لتبرير التهم الموجهة إليه و مكافحة متهميه، إلا أن هذه المكافحة ستبطل مشاريع أعداء الوزير إذا لا حجج لهم لإثبات التهم و قد يتعرضون للعقاب الشديد بتهمة التضليل، فقرروا حينها التخلص من الوزير يوسف بأنفسهم للخروج من هذا المأزق، فبينما كان يوسف الواثق بنفسه يهم بالدخول إلى ممرّ مظلم يفضي إلى قاعة الباي، إذ تقدم إليه أحد المتآمرين المدعو أكحل العيون و قد كان متخفيا في إحدى زوايا الممرّ و خاطبه بعبارات بذيئة إغتاظ منها يوسف و إنقضّ عليه و سدد لخصمه طعنة عنيفة في وجهه، و لما سمع باقي المتآمرين صيحات رفيقهم سارعوا إلى يوسف و سددّوا إليه عدة طعنات بالخناجر حتى مات، و بعد إتمام عملهم توجهوا إلى الباي مصرحين له بأنهم أنقذوا حياته و عرشه حينما قتلوا الوزير الذي كان منذ حين متوجهًا لإغتياله .
لم يكتف المتآمرون بإغتيال يوسف صاحب الطابع، بل مثلوا بجثته في الشارع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اضف تعليقك.. واترك بصمتك