ولد صالح جغام يوم 5 ماي 1945 بمدينة حمام سوسة بالساحل التونسي
كان مهووسا بالصحافة، وكان مدمنا على الاستماع الى المذياع وقراءة
الصحف والجرائد والمجلات
ساهمت المطالعة في اثراء زاده العلمي و المعرفي و مواكبته لمواضيع الساعة زد
على ذلك صوته الشجي.
وبدا يتححس طريقه بثبات نحو المصدح ليتصيد
فرصة افتتاح مناظرة خارجية للإذاعة التونسية ويكون اسمه على صدارة الأسماء
التي تم انتدابها حينها...و استهل رحلته مع الميكروفون 1 مارس 1964 ..
تعلم أبجديات العمل الإذاعي على يد كبار المذيعين على غرار مليكة بالخامسة
و عادل يوسف و منجي الشملي و محمد المحرزي و البشير رجب و قاسم المسدي
تميز بادئ ذي بدء بالبرامج الثقافية ليتناول أخبار أهل الأدب... و الموسيقى
الكلاسيكية و البرامج الدينية "فكان صالح جغام صيادا للحدث الثقافي ،
خاصة العلمي منه و الأدبي "(المنجي الشملي)...فرغم الشكل الكلاسيكي
للبرامج، دأب صالح جغام على إعدادها بإتقان و منحها من روحه الباحثة
على الدوام عن الحركة و النماء فأبدع في "ليالي عربية" و "لقاءات عربية"..
.بحرصه الشديد على القيام بحوارات جمعته بكبار الفنانين و الأدباء المشارقة والمغاربة
المرحوم صالح جغام كان صحفيا شاملا بما تحمله العبارة من معنى فقد كانت له بعض
البرامج التلفزية ، كما كان له قلم متميز تشهد به أعمدة"مجلة الإذاعة و التلفزة" التونسية
التي تولى رئاسة تحريرها في فترة من الفترات فضلا عن مجلة
"المرأة"و جريدة "المسيرة" و "الأنوار التونسية .
كان رجلا بين جدران الإذاعة يبدأ نهاره ولا يتركها إلا عندما يبدأ ليله.
خارجها لم تكن له حياة، و لم تشغله عنها أمور أخرى
كانت مسيرة مميزة سجل فيها الاستثناء خاصة في خاصة في العشرية
الأخيرة من حياته(من 1980 إلى 1991) من خلال سعيه الى تقديم أعمال
راقية بأسلوب جديد
كان يعيش ما يقدمه من برامج بكل أحاسيسه..
انصهار كلّي إلى حدّ الذوبان
عاش حياته ثائرا.. متمردا.. رافضا الاملاءات.. في كل حلقة من برامجه
وفي كل أغنية يختارها قصة وحكاية من ذاته.. ومهجته
في كل برامجه نكهة خاصة..
ولون بطعم الصفاء والصدق والجدية.. توتره..
غضبه.. سمة بارزة في شخصيته..
وخاصية متفردة في سلوكه وعلاقته بمحيطه..
توتر محبّب إلى النفوس..
إنها خاصية صالح جغام..
عمل صالح جغام كمراسل صحفي بالكويت للاذاعة التونسية ولوكالة تونس
افريقيا للانباء وأثناء تواجده هناك أرسل الرسالة التالية:
رسالة وداع... قبل الرحيل...
شكرا لكم... ولهؤلاء
مساء الجمعة 22 فيفري 1991، يوم مشهود بقي عالقا في أذهان مستمعي و محبي
فقيد الأثير صالح جغام، يومها "نعى" الميكروفون رحيل عاشقها،
يومها كان المأتم لمصدح أعلن بألم خبر وفاته مختنقا بالغاز بمركز الإنعاش الطبي
بمونفلري بتونس العاصمة
صالح أيها العزيز أيرضيك رثائي المذبب الأوزان
ردحذفقد تخيرت بحره بحردمع فآتاني بحرا من النيران
رزق من نعاك يا صديقي أصاب اللب من مهجتي ورج كياني
كم تمنيت لو تطل على ما خفاياي كي ترى أشجاني
كم تمنيت أن أرش حريق بدموعي لكن دمعي عصاني
كم تمنيت لويصرح افصاحي وتنحل عقدة في لساني
خذ اذن شهقتي الطليقة افضاء وبوحا وخلي عنك بياني
خذ ذهولي وحرقتي وحنيني وأمتلك لهفتي وفيض حناني
وأضطجع بين أضلوعي وتوسد خفقة القلب وألتحف أحزاني
ليس لي غيرها ليس لي غيرهذه فتقبلها رثاء يثور من وجداني